شددت إسرائيل اليوم، الإثنين، تحذيرها للمواطنين من السفر إلى تركيا، تحسبا من محاولات إيرانية لاستهدافهم انتقاما لاغتيال الضابط في الحرس الثوري الإيراني، العقيد صياد خدائي، قرب منزله شرق العاصمة طهران.
وجاء في بيان صادر عن “شعبة محاربة الإرهاب” في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أنه “منذ عدة أسابيع، وبشكل أكبر منذ اتهام إيران لإسرائيل بموت ضابط في الحرس الثوري، الأسبوع الماضي، يتزايد التخوف في جهاز الأمن من محاولات إيرانية لاستهداف غايات إسرائيلية في أنحاء العالم”.
وأضاف البيان أنه “في هذه الأثناء، يشدد مجلس الأمن القومي وجهاز الأمن، اليوم، التحذير من السفر إلى تركيا، ويوضح أن مستوى الخطر مرتفع تجاه الإسرائيليين في هذه الدولة في هذه الأيام”.
وتابع البيان أنه “وفقا لجهات في جهاز الأمن، فإن هذه التحذيرات تأتي على خلفية تهديد حقيقي تجاه إسرائيليين في المنطقة التركية”.
وبحسب البيان، فإن “مستوى التهديد ارتفع في دول أخرى لها حدود مع إيران. ولذلك، على مواطني إسرائيل الحفاظ على تيقظ والحرص على قواعد الحذر المطلوبة في أي رحلة إلى أي واحدة من هذه الدول”.
“وقالت تقارير إسرائيلية إن خدائي “كان مسؤولا عن التخطيط لهجمات ضد أهداف إسرائيلية وعمليات خطف إسرائيليين في الخارج أحبط الموساد بعضها”.
ويشكل حجم التسريبات الإسرائيلية حول مخططات خدائي لاستهداف إسرائيليين، اعترافا غير رسمي بمسؤولية إسرائيل عن عملية الاغتيال، وسط الامتناع عن التبني الرسمي للعملية في محاولة لتجنب رد فعل إيراني محتمل.
وتعد عملية اغتيال خدائي الهجوم الأبرز الذي يستهدف شخصية إيرانية داخل الأراضي الإيرانية، منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، حين اغتيل العالم النووي محسن فخري زادة، بإطلاق نار استهدف موكبه قرب العاصمة، في عملية اتّهمت طهران إسرائيل بتنفيذها.
واعتبر محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، رونين بيرغمان، اليوم، أن “الحادث”، أو “الحدث”، الذي وقع في منطقة بارشين قرب العاصمة طهران التي تضم مجمعا عسكريا، الأربعاء الماضي، والذي أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” بأنه جرى خلاله استهداف بطائرات مسيرة، واغتيال خدائي، “يعكسان تغيير في الإستراتيجية، تغيير جزئي على الأقل، يعكس مفهوما قتاليا أشد تجاه إيران، وهذا تغيير مسموح فقط لرئيس الحكومة، نفتالي بينيت، باتخاذ قرار بشأنه”.
وأشار بيرغمان إلى أن “التغيير الإستراتيجي” الإسرائيلي بدأ في أعقاب محاولة إيرانية لشن هجوم في إسرائيل بطائرتين مسيرتين، في شباط/فبراير الماضي. وكان إسرائيل ترد على حدث كهذا بغارات ضد أهداف إيرانية في سورية. لكن بعد 24 ساعة من إطلاق المسيرتين، “قصفت طائرات مسيرة منشأة صنع وإطلاق طائرات مسيرة في كرمنشا، التي انطلقت منها المسيرتان اللتان تم إسقاطهما، ودمرت مئات الطائرات المسيرة الإيرانية. وإذا كانت إسرائيل تقف خلف هذه العملية، فإن هذا رد فعل من نوع آخر”.