أعلنت دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية عن الفائزين بالمسابقة البحثية ” لأفضل بحث علمي منهجي حول قضية اللاجئين الفلسطينيين”، في حفل نظمته مساء اليوم الثلاثاء، في قاعة بيسان للمؤتمرات العلمية بجامعة الأزهر – غزة، تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس.
وفاز بالمراتب الخمس الأولى وفق المعايير التي وضعتها وحددتها لجنة التحكيم كل من: سحر الحسن (لبنان)، وعبد الكريم الحج محمد (الضفة الغربية)، ولينا زياد صبيح، وفوزي عوض يوسف عوض، وفواز فهمي حلس، وكمال على أبو شاويش (قطاع غزة).
وأكد أبو هولي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، حرص الدائرة على تشجيع البحث العلمي المتخصص تجاه القضايا الوطنية والمصيرية المرتبطة بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف انطلاقا من رؤيتها واستراتيجيتها في تعزيز الرواية الفلسطينية.
وقال إن المسابقة هدفت إلى تشجيع وزيادة الوعي بأهمية البحث العلمي المتخصص في مباحث وموضوعات تتعلق بقضية اللاجئين الفلسطينيين، من كافة أبعادها في إطار أكاديمي، وتوثيق كل ما يستجد من تطورات رافقت قضية اللاجئين الفلسطينيين خاصة في العقد الأخير في إطار أكاديمي منهجي، علاوة على تعزيز ثقافة حق العودة وتعزيز الرواية الفلسطينية حول النكبة مقابل دحض الرواية الإسرائيلية القائمة على الأكاذيب، وتزوير التاريخ.
ولفت إلى أن البحوث التي انطبقت عليها الشروط وكانت ضمن البحوث التي أوصت لجنة التحكيم بطباعتها ونشرها، عالجت مواضيع متعددة في المجالات السياسية والقانونية والإعلامية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية والتربوية، وبعضها سلط الضوء على المشاكل التي تعيشها المخيمات إلى غير ذلك من التخصصات بما فيها الأزمة المالية للأونروا وتأثيرها على مجتمع اللاجئين، والاستهداف الإسرائيلي– الأميركي لقضية اللاجئين في حقبة حكم الرئيس الأميركي ترمب.
وأشار أبو هولي إلى استهداف “الأونروا” والسعي إلى تفريغها من مضمونها أو تفكيكها أو تقليص صلاحياتها أو نقل بعض صلاحياتها لمؤسسات دولية تابعة للأمم المتحدة، أو لحكومات الدول المضيفة، كمدخل مباشر لشطب ملف اللاجئين وإسقاط حق العودة.
وأضاف أن هناك استهدافا للمنهاج الفلسطيني، لافتا وجود مطالبات من بعض الدول للحكومة الفلسطينية ولوكالة “الأونروا” لتعديل المنهاج الفلسطيني لمسح الذاكرة وإسقاط الهوية الفلسطينية والانتماء من عقول أطفالنا وشبابنا، جيل المستقبل الذي سيحمل راية العودة والدولة، مؤكدا أن الموقف الفلسطيني تجاه استهداف المنهاج الفلسطيني كان صارما وحازما في رفض ذلك.
وشدد على ضرورة العمل على أن تبقى الذكرة الفلسطينية حية من خلال التشبث والتمسك وبالتاريخ والهوية وفي تعزيز الرواية الفلسطينية ودحض الرواية الإسرائيلية.
وأشار إلى أن العالم يتحرك الآن بالعقل وبمراكز البحوث وبالخطط الاستراتيجية ومعرفة أوراق القوى والضعف.
وقال أبو هولي: “نحن شعب عظيم يقدم التضحيات ويقدم المعاناة وبحسب الإحصائيات أصبحنا اليوم شعب المليون أسير، لذلك هذه التضحيات يجب أن تحتضنها العقول أمثالكم لتُسمع منها الاستراتيجيات نحو الوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة”.
وأضاف أن أبواب دائرة شؤون اللاجئين ستبقى مفتوحة للباحثين والأكاديميين والمتخصصين وخريجي الجامعات، وستسخر كافة إمكانياتها لخدمة البحث العلمي، لافتا إلى أن الأبحاث التي حصلت على المراتب الخمس الأولى ستقوم الدائرة بطباعتها وتعميمها على الجامعات الفلسطينية.
وأوضح أن نتائج وتوصيات 30 بحثا ستوضع تحت تصرف دائرة شؤون اللاجئين لتكون مُعينا وموجها له في اتخاذ قراراتها بشأن قضية اللاجئين الفلسطينيين.
وشكر أبو هولي لجنة التحكيم على ما قدمته من جهد في تقييم الأبحاث وتحكيمها، لافتا أن لجنة التحكيم استقبلت عشرات الأبحاث العلمية وترتيبها وتقييمها وفق معايير المنهجية العلمية وحداثة البحث لتخرج بتنسيب 30 بحثا تطابقت عليها شروط البحث العلمي.
وثمن جهود الباحثين الذين قدموا أبحاثا محورية ومهمة تصب في خدمة قضية شعبنا العادلة، قضية اللاجئين وحقهم المشروع في العودة إلى ديارهم طبقا لما ورد في القرار 194.
من جهته، أكد رئيس لجنة تحكيم المسابقة، عضو الهيئة القيادية لحركة “فتح” مفوض اللاجئين بالحركة حسن أحمد، أن الوعي الذي رفعت سلاحه دائرة شؤون اللاجئين شكل صرخة مدوية تخطت الحدود إلى العالم العربي وليس فقط في قطاع غزة، وإنما بالضفة الغربية والقدس وفي مخيمات الشتات.
وأضاف أن توجه رئيس دائرة شؤون اللاجئين أن تكون المسابقة البحثية سنوية والعمل على توسيعها لتشمل باحثين عرب وأجانب خطوة مهمة نحو تعزيز وتثبيت العمل البحثي وتسخيره في خدمة القضية الفلسطينية وعلى الأخص قضية اللاجئين، مؤكدا أن القضية الفلسطينية أم القضايا التي تُعتبر مفتاح السلم والحرب وأن شعبنا الفلسطيني هو شعب المبادرة الخلاقة.
وفي ختام الحفل تم توزيع الجوائز على الفائزين، وتكريم لجنة التحكيم بالإضافة إلى 30 باحثا أوصت لجنة التحكيم بطباعة أبحاثهم، كما تم تكريم الباحثين الذي شاركوا بأبحاثهم في المؤتمر العلمي الأول الذي عقدته دائرة شؤون اللاجئين ولجانها الشعبية في مخيمات المحافظة الوسطى تحت عنوان “قضية اللاجئين الفلسطينيين ومتطلبات الدفاع عن حق العودة”.
وحضر الحفل محافظ غزة إبراهيم أبو النجا، ورئيس مجلس أمناء جامعة الأزهر خليل أبو الفول، ورئيس جامعة الأزهر – غزة عمر ميلاد، ومدير عام التلفزيون في المحافظات الجنوبية رأفت القدرة، ورؤساء وأعضاء اللجان الشعبية في مخيمات قطاع غزة، وكادر دائرة شؤون اللاجئين وممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ولفيف من الشخصيات الوطنية والباحثين والمهتمين.