في ظل توجيهات القيادة بضرورة رد الجهات الرسمية على ما يُنشر في وسائل الإعلام لإيضاح الحقائق، غاب عن وزارة النقل التفاعل مع هذا التوجيه برغم وجود فريق إعلامي لديها، إضافة إلى امتلاك شركة «مطارات القابضة» وشركة «مطارات جدة» لفرق إعلامية متخصصة، وتحديدا في ما يتعلق بقضية أزمة تكدس المسافرين في الصالة الشمالية بمطار جدة.
وانطلاقا من دورها الوطني، وامتثالا لنهجها المهني الصحفي القائم على الشفافية والمصداقية مع الجمهور، دأبت «» على مواكبة حادثة تكدس المسافرين في الصالة الشمالية المخصصة للرحلات الدولية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، مشددة على استعدادها لتقديم كل ما لديها في ما يخص أزمة المطار، فمنذ أن انطلقت شرارة «أزمة الإدارة» في المطار حضرت «» بالصوت والصورة ناقلة لمتابعيها المشهد أولا بأول بحيادية مهنية تامة، في ظل تقاذف الجهات في المطار المسؤولية عن الأزمة.
«أزمة التكدس» التي أفسدت جمالية العيد لدى آلاف المسافرين المفترشين في الصالة الشمالية بالمطار، وثقتها عدسات «» وحصدت أكثر من 2.2 مليون تفاعل ومشاهدة ومشاركة في «تويتر»، مشخّصة المشكلة والحلول لها، وهو ما دفع وزير النقل في تاريخ 4 شوال إلى التوجيه بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة برئاسة هيئة الطيران المدني؛ للوقوف على الأسباب والرفع بالنتائج والتوصيات في موعد أقصاه أسبوع من تاريخه، لتعمد «» إلى حمل لواء القراء في انتظار النتائج، لينتهي الأسبوع دون أن تبزغ إلى العلن أية نتيجة تشفي غليل المتابعين.
ورغم المواكبة الصحفية، التي أفردتها «» في موقعها ومنصة «تويتر»، انقضت 20 يوماً من بعد انتهاء المهلة المحددة من قبل وزير النقل، دون أن ترى نتائج التحقيق النور، ودون ظهور أي توضيح لأسباب أزمة التكدس، سوى بيان خجول بتاريخ 7 شوال من شركة «مطارات جدة» بتكليف رئيس تنفيذي جديد للشركة، ومع ذلك، احتجبت وزارة النقل وهيئة الطيران المدني عن أي رد أو تعقيب حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لتستمر «» على المتابعة اليومية طوال الفترة الماضية علّها أن تساهم في دفع نتائج التحقيق للظهور، ولكن دون جدوى، لتكتفي «» بما نشرته خلال 20 يوما في ظل صمت الوزير وفريقه الإعلامي عن الرد أو التوضيح، مؤكدة أنها ستتابع مع الجهات الرسمية المعنية.
هذه الأزمة لم تكن أمرا عابرا قابله المتابعون بنوع من الامتعاض، بل إنها دقت «ناقوس الخجل» حين افتتح وزير النقل في 8 شوال (بعد 4 أيام من توجيهه بتشكيل لجنة التحقيق العاجلة)، أعمال «مؤتمر مستقبل الطيران» الذي نظمته الهيئة العامة للطيران المدني بمشاركة 60 دولة على مدى ثلاثة أيام، كانت مواكبة لأزمة التكدس في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة.
من جانبه، لاذ وزير النقل صالح الجاسر بالصمت، على رغم أن «» أشارت في تغريداتها حول أزمة التكدس، إلى حسابه الرسمي، في وقت حاول البعض التنصّل بحجة أن جميع ملابسات الأزمة والنتائج والتوصيات تم رفعها إلى جهات عليا، لتشدد «» مهنيّتها وتضع القضية برمّتها أمام قرائها والرأي العام، مؤكدة أنها ستكون بالمرصاد حيال أي تقصير في الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين والزائرين، وستعمد إلى فتح ملفات وزارة النقل ومطار جدة والجهات الرسمية والمعنية التي تتساهل في تقديم بعض خدماتها أو لا تقوم بواجباتها المنوطة بها كما ينبغي، في ظل تأكيد حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد على الارتقاء بمستوى الخدمات بما يحقق خطط وإستراتيجيات رؤية 2030 التي تعوّل على اقتصاديات الحج والعمرة والزيارة، خصوصا في ظل اقتراب مواعيد قدوم رحلات ضيوف الرحمن بعد أيام لأداء مناسك الحج للعام الحالي 1443.
قصة أزمة لم تنتهِ تفاصيلها، ويبقى الأمل في نتائج ترضي الجميع وتضع حدا وحلولا حاسمة لمنع تكرارها مستقبلا، بما يواكب رؤية المملكة 2030 وتوجيهات «عرّاب الرؤية والتغيير» الأمير محمد بن سلمان، عكستها ردود فعل متابعي «»، إذ أفاد بعضهم بأن عدم إظهار نتائج التحقيق حتى الآن يعود إلى أنها ليست في صالح الوزير ولا وزارته، فيما علق مغرد آخر بقوله إن الموضوع انتهى، وسيتكرر مجددا بعد موسم الحج، في حين أكد مغرد آخر وجود تقصير في العمل دون أن يكون هناك حساب للأعداد، وذهب مغرد آخر إلى أن التكدس يعود إلى عدم تشغيل صالة الحجاج، فيما ألقى آخر باللائمة على المطوفين الذين أرسلوا الحجاج تفاديا لمخالفة التأخير من قبل وزارة الحج في ظل عدم معرفتهم لكيفية تنظيم مغادرتهم.