ما يصل إلى 290 ألف دولار حق عمل 10 سنوات لمصري في العراق لم يستطع الحصول عليها منذ سنوات، لم يملك سوى أوراق صفراء اللون تضمن له حقوقه التي ظل يحاول منذ زمن طويل الحصول عليها ولكن دون جدوى، الأمر الذي جعله يمشي بتلك الأوراق معه في الشوارع مطالبا بحقوقه.
290 ألف دولار حقوق «حماد»
10 حوالات صفراء حصل عليها الدكتور السباعي حماد، من الحكومة العراقية تضمن حقوقه عن 10 سنوات عمل في كليات الطب العراقية المختلفة «أربيل، الكوفة، الرمادي» بقيمة 290 ألف دولار: «10 سنين كل سنة بحوالة»، بحسب ما ذكره في حديثه مع «».
عمل «حماد» مع زوجته أستاذين جامعيين في العراق خلال عهد الرئيس الراحل صدام حسين، وفي الأيام الأخيرة لعهد «مهيب الركن» حصل المصريون العاملون في العراق على أوراق تضمن حقوقهم «حوالات صفراء» ومن بينهم الدكتور «حماد» وزوجته، وبعد عودته مصر عام 2000 وسقوط بغداد لم يستطع صرف أمواله كحال أغلب العاملين في العراق.
عمل إنساني للطبيب المصري في العراق
الحوالات الصفراء لـ«حماد» وزوجته الأستاذة الجامعية بكلية الطب ضمان لحقوقهما المالية من الفترة 1991 إلى عام 2000، إذ أنه قدم أعمالا إنسانية خلال فترة حصار بغداد منها استمرار الدراسة والبحث العلمي في كليات الطب هناك رغم الحصار: «موقفتش يوم واحد»، ومع ذلك ضاع نصف راتبه لمدة 10 سنوات كاملة في بغداد.
«90 % من أصحاب الحوالات الصفراء ماتوا مظلومين ودلوقتي الورثة مكملين ودايخين على الفلوس دي»، هكذا عبر «حماد» عن مشكلته هو والعاملين في العراق قبل وقت سقوطها، إذ دائما ما يواجهون ردًا واحدا: «لا جديد عن الحوالات الصفراء.. حتى مش من حقنا نسأل».
وتفرغ الأستاذ الجامعي حاليا إلى التأليف والبحث العلمي ونشر الكتب، ولعل آخر إصدار له «نظرية الروح» والتي تٌعد اكتشافا علميا مهما عن مكان الروح في المخ، مضيفًا أنه كان صديق للدكتور الراحل مصطفى محمود: «اسمي وأبحاثي معروفين في كل حتة لكن سبع صنايع والبخت ضايع».