| «جلال» اتحدى الشلل وغسيل الكلى بدعم زوجته وبيع الجبنة: «أنا بيها مستور»

قصة حب تفوقت على الروايات، تٌرجمت إلى أفعال بدلا منها كلام، أصيب بطلها «جلال» في أول زواجه بشلل رباعي، وأصبح ملازما للكرسي المتحرك، ومع ذلك لم تتخل عنه زوجته، على الرغم من محاولات أهلها إقناعها بالانفصال عنه كان الحب أقوى، وألهمته لفكرة مشروع غير مسار حياته.

إصابة «جلال» بشلل نصفي في بداية الزواج

بعد أشهر قليلة من زواج جلال زهران، المقيم في إمبابة بابنة عمه أصيب بحمى شوكية نتج عنها شلل نصفي، إذ كان يبلغ من العمر وقتها 21 عاما، لتتحول الحياة في عينه إلى اللون الغامق بعد ملازمته للكرسي المتحرك، خاصة وأن مهنته، أسطى «ضبط زوايا»، تتطلب منه الحركة.

دعم الزوجة

رفضت زوجة «جلال» التخلي عنه، وكانت وقتها حاملا في ابنهم الوحيد «مصطفى»، وعاشت على خدمته: «أنا مش هسيبه وهقف جنبه»، هكذا ردت الزوجة على عائلتها بعد طلبهم منها الانفصال عن زوجها، خاصة أنها كانت «في عز شبابها».

اختبار جديد

تنقل «جلال» صاحب الـ58 عاما بين مهنة وأخرى بعد إصابته بالشلل: «اشتغلت سواق وكنت بنقل بضاعة»، بحسب حديثه لـ«»، إلا أنه صُدم بابتلاء آخر بعد علمه إصابته بفشل كلوي، وخضوعه للغسيل الكلوي 3 مرات أسبوعيا، لتعاود الزوجة دورها في سنده والتخفيف عنه.

مشروع الجبنة الفلاحي غير حياة «جلال»

فكرت «أم مصطفى» في فكرة مشروع جديد يعملا فيه سويًا يكون أسهل بالنسبة لزوجها، واعتمدت فيه على خيرات قريتها في المنوفية «جبنة وزبدة وقشطة وبيض بلدي وكل الحاجة الفلاحي»، وأقنعت «جلال» بالسفر معها إلى هناك وشراء تلك المنتجات ثم العودة إلى بيعها في إمبابة.

أشهر بياع جبنة في إمبابة

لم يكن «جلال» لديه أي خبرات في الأكل الريفي أو في بيعه، ما جعله يرفض فكرة زوجته في البداية، إلا أن إصرارها أقنعه، وسافر معها لشراء المنتجات الفلاحي من بلدتهما بالمنوفية، وعادا ليبيعاها على سيارة في السوق، ومنها أصبح الزوج أشهر بائعا للجبنة الفلاحي في إمبابة: «بروح أحمل العربية وأرجع أبيعها كلها في يومين.. وليا زباين كتير أوي وكله بقى عارفني».

دعم «أم مصطفى» لزوجها «جلال» ومساندتها له طوال 38 سنة زواج نتج عنه امتلاكهم لسيارة نقل وأخرى ملاكي، بجانب بيت كامل في إمبابة، وأصبح لديهم 4 أحفاد: «ماليين علينا حياتنا»، ويتمنيا أن يصبح مستقبلهم أفضل: «عايزين نشتركلهم في نادي».

في الصباح يذهب «جلال» إلى المستشفى لإجراء غسيل الكلى، ويخرج بعد الجلسة في العاشرة صباحا، ثم يسافر مع زوجته بالسيارة النقل إلى المنوفية لشراء المنتجات الفلاحي، ويعاود في اليوم التالي إلى إمبابة ليبيع البضاعة في السوق إلى المغرب: «اللي بيتبقى بنرجع نبيعه قدام البيت»، وهكذا هى حياة الزوجين.

زوجة «جلال»: «إحنا ساندين على بعض»

«من غيره ولا حاجة.. إحنا ساندين على بعض»، هكذا عبرت «أم مصطفى» عن حبها لـ«جلال»، ليرد عليها الزوج: «38 سنة شيلاني.. دي يتعملها قصر في الجنة وأنا بيها مستور»، مختتمًا حديثه بأمنيته الذهاب للعمرة معها.