| «الحشرات كلت جسمه».. أم ترفض احتضان طفلها وترميه في الشارع

«أين غابت عاطفة الأمهات.. ولماذا لم يتغنى بها الشعراء كما دندنوها من قبل؟».. أسئلة كثيرة تدور في الأذهان، في ظل انتشار وتزايد معدلات جرائم قسوة الآباء وخاصة الأمهات، اللاتي يُضحين بأطفالهن الصغار ويلقون بهم وسط أكوام القمامة، وتحت الكباري، من أجل «العشيق» أو«الزوج الثاني». 

«جرائم الآباء في حق الأبناء.. ورمي الرضع والصغار» ازادات بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، وتطالعنا الأخبار اليومية والبلاغات المتكررة، عن عثور الأهالي على جثة رضيع، صبي حي وسط مقالب القمامة وأمام أبواب المستشفيات، أطفال مشردون في الشوراع بلا آباء، ولكن عندما يتطور الأمر بأن تترك الأم فلذة كبدها وحيدا في الشوارع وترفض احتضانه من أجل إرضاء العشيق، فهذا هو المعني الحقيقي لـ «الجحود». 

محمود شعبان، 13 عامًا، تخلت عنه والدته وتركته وحيدًا، يقاسي غياهب الليل على الأرصفة دون مأوى يقيه من مخاطر وأذى الشارع، فحرمته أمه من حضنها رغم أنها حية تُرزق، كلما لجأ إليها طردته، بسبب زوجها الثاني، الذي تزوجته عقب الزج بوالده في السجن. 

احتضن تراب الشارع «محمود» الذي كان أحن له من قلب ولمسة أمه الذي حرمته منها باختيارها «ضحت بالغالي من أجل الرخيص»، لم يختار الطفل أمه، بل شاءت الأقدار أن يعيش الصغير حياة  قاسية وغير آدمية.  

وجع وخذلان

«اتعرفت على محمود لما جالي المستشفى في سيدي بشر، اللي أنا شغال فيها أمن،   كان حاله متبهدل وعنده كسور في أيده وجروح في وشه، وعملنا له عملية في دراعه بالفعل، ومن ساعتها بقيت بشوف محمود بينام في الشارع في منطقة المعمورة»، يروي أحمد أبوفهد، ممرض، قصة الطفل محمود، قائلا: « لما شوفته المرة الثانية في الشارع، وريحته كريهة ولونه جسده أسود، وهدومه ممزقة، قربت منه عشان اعرف قصته وسبب نومه في الشارع». 

الأم الجاحدة

وأضاف «أبو فهد»، أنه بعد توطيد علاقته بالطفل تعرف على قصته وأيضًا على والدته التي دائمًا ما تتركه في الشارع وتجبره على ترك المنزل، قائلًا «الأم بترميه في الشارع ومش بتفكر تسأل عنه وهي دلوقتي متجوزة ومخلفة طفل تاني من جوزها الجديد وعايشة معهم»، مشيرًا إلى أن والدة الطفل أخذت «محمود» ووضعته في دار أيتام، لكنه فر هاربًا، لكنها رفضت احتضانه في بيتها، طالبة منه بـ بيع مناديل في الإشارة والتسول في الشارع، وعدم المجيء لها مرة ثانية. 

الحشرات كلت جسمه

«النمل والحشرات في الشارع كلت في جسمه خلاص وبقى جسمه مبقع ومقطع وحالته تصعب على الكافر» بحسب «أحمد»، قائلا: «محمود دلوقتي سافر على القاهرة وفي ناس تانية لاقيته وأنا بحاول أدور عليه وأجيبه من تاني».