| «حراس البحر».. المنقذون يناشدون المصطافين: الالتزام بالتعليمات أو الغرق

من السابعة صباحًا وحتى السابعة مساءً يقفون على الشواطئ، يراقبون بحرص شديد، ويتابعون الأفراد صغارًا وكبارًا داخل المياه، يحذرون بلطف ويحمون الأطفال بحب، يوجهون الأهل بالنصح، لتجنب حدوث حالات غرق، هكذا يفعل عدد من المنقذين على الشواطئ المختلفة خلال موسم الصيف، الذى تكثر فيه زيارات الأشخاص للشواطئ، مقابل أجور رمزية يتقاضونها برضا حبًا في مهنتهم ومساعدة الغير.

تحت مظلة، يقف الغطاس سيد خضر، 36 عامًا، يطلق الصافرات محذرًا العائمين داخل المياه من الاقتراب لأماكن الخطر وتخطء الحواجز: «أنا مسئول شاطئ المندرة وجنبء شاطئ عام براقبه من خوفي على الناس، لأن فيه منهم بييجء عندنا وتركيزى الأكبر بيكون على الأطفال، لأنهم ممكن في لحظة يجروا جوه المياه».

«سيد»: تركيزي الأكبر على الأطفال

يشير «سيد» إلى أنه يواجه العديد من المعوقات على مدار اليوم، منها إقناع الأهالس باتباع التعليمات لسلامتهم، وأيضاً الشباب الذين يرغبون في العوم لمسافات طويلة وتخطي الحواجز: «معظم الأهالي معندهمش وعي والشباب عايز يعوم ويعدي، بحاول أقنعهم وباخد وقت معاهم كبير خوفاً إنهم يتخطوا المنطقة الآمنة، وبقترح عليهم يعوموا بالعرض لأن لو عدوا ومركب كان جاي وخبط فيهم ممكن يموتوا حتى لو بيعرفوا يعوموا كويس».

يحمل «سيد» أدواته التي اشتراها على نفقته الخاصة، استعداداً لأي مساعدة يطلبها الأهالي، سواء حالة غرق أو إرشادات يقدمها للجالسين على الشواطئ، فضلاً عن إتاحة الفرصة أمام الزوار لمشاركته بعض التمارين الصباحية التي اعتاد عليها، وتقديم بعض التعليمات والمعلومات للحاضرين للاستمتاع والحفاظ على أنفسهم على مدار اليوم: «عيني على الشواطئ اللي جنب مني، وكل الحالات اللي بنقذها من الغرق بتكون دون مقابل، بعمل لهم الإسعافات الأولية، وفيه ناس بتعرض عليّا فلوس ما برضاش آخدها».

فيما يقول الغطاس إيهاب الملحي، منقذ شواطئ، إنه لا بد من استخراج شهادة إنقاذ من الاتحاد المصري لكل المنقذين قبل مباشرة العمل داخل الشواطئ، ويتم تجديدها كل عامين: «بياخد كورس وبيتعين، ويبدأ شغله من خلال قعدته على الشاطئ ومعاه شمسية وكرسي وعوامة، مقابل أجر شهري يصل لـ3500 جنيه ووجبة».

«إيهاب»: الأهالي يتعدون علينا

يضيف «إيهاب» أن المسئولية الملقاة على المنقذ كبيرة، ويتحمل نتيجة أخطائها كاملة خلال فترة وجوده، ولكن في حال حدوث حالة غرق خارج مواعيد عمله فهو غير مسئول عنها، بعكس حدوث غرق أثناء تأدية عمله يتم دفع 450 ألف جنيه منه لو الغريق توفى بعد إثبات ذلك عن طريق الشهود، وهذا نادراً ما يحدث: «بنهتم بالأطفال أكتر، لأنهم ممكن في ثانية يغرقوا، والمنقذ اللي بيهمل شغله وما يتابعش الشاطئ بيتجازى».

يحكي «إيهاب» أن المنقذ أحياناً يتعرض لمضايقات من الأهالي عن طريق الشجار معه بسبب تحذيرهم من العوم في مناطق الخطر، بحجة أنهم مسئولون عن سلامة أنفسهم، وربما يصل الأمر للتعدي عليه: «لازم يكون فيه نقطة شرطة على الشواطئ لحمايتنا، لأن المنقذ ده خايف على الناس الموجودة، ولازم يكون فيه حد بيحميه لو حد تعدى عليه».