جال هذا السؤال بكثرة في رؤوس غالبية ساحقة من المراقبين السياسيين بعدما طرحه السنوار وهو بالمناسبة شقيق القيادي حيى السنوار ضمن برنامج “ما خفي أعظم “على قناة الجزيرة بالتزامن مع المناورات الإسرائيلية الضخمة.
يبدو أن السعي لعنصر الردع من الأسس التي دفعت السنوار الشقيق الأصغر لعملية كشف معلومات مقررة خصوصا و ان الاعتراف بالتنسيق مع الحرس الثوري وحزب الله تزامن وقتيا مع المناورة الشاملة للجيش الإسرائيلي والتي كانت أطقمه العسكرية فيها بحالة جاهزية تامة لكن المعلومات لا تقف عن هذه الحدود بل تتّجه نحو التأشير على أن الجناح المسلح في حركة حماس يستجيب إلى رغبة إيرانية ضمنية بإعلان الشراكة المسلحة على أمل أن يُساعد ذلك طهران في إدارة معركة الرعب مع العدوّ الاسرائيلي.
خلافا لذلك إثارة ما ذكره السنوار باعتباره يمثل ارادة الجناح العسكري حصرا نقاشا داخل الأطر القيادية لحركة حماس و الانطباع هنا أن مستويات القيادة لم تكن مرتاحة بنفس المنسوب للكشف عن هذه الجزئية في ما اعتبرة المقربون من الدوائر العسكرية لحماس أن وقاحة العدو وتصرفاته ينبغي أن لا تمنع المقاومة من إعلان نواياها والكشف عن تحالفاتها.
ويبدو في السياق نفسه أن الحرس الثوري الإيراني هو الذي اتخذ مسارا لا يُمانع من الكشف عن تحالفاته في قطاع غزة و دعمه لحركة حماس مع حركة الجهاد الإسلامي على غرار علاقته العلنية بحزب الله اللبناني.
ومن هنا تمأسست منطقة مشتركة بالمصالح بين الجانب الايراني وحركة حماس التي تميل بدورها الان لإظهار أنها ليست وحيدة في مواجهة العدو وأن إيران تدعم المقاومة بصورة علنية.
وأن التنسيق معها استخباريا له اغراض لا تقف عند حدود السياسة فقط.
ضمنيا يقول هذا الترتيب بأن علنية العلاقة مع الحرس الثوري جزء من لفت نظر العدو إلى أن إيران منحت البركة والشرعية بكل ما بعنيه ذلك لوجود جناح مسلح باسم القسام وحماس في جنوب لبنان.
لا بل الفكرة أن مؤسسات حركة حماس لدورها تقول بأنها جاهزة لفتح جبهة لبنان في اي معركة مقبلة حيث تتعزز القدرات العسكرية لحماس في جنوب لبنان وحيث غطاء سياسي من إيران ولوجوستي من حزب الله اللبناني.
وحيث تبادل معلومات فالنطاق الاستخباري بعد الآن لاغراض فتح جبهة في جنوب لبنان وهو الخيار المُرجّح الذي يُمكن القول إن المقاومة اعتمدته وقرّرته بصورة مركزية مؤخرا.
رأي اليوم