على عكس المتوقع بأن الالتحاق بالمدارس له تأثير إيجابي في زيادة المهارات العقلية والتعليمية لدى الأطفال، كشفت دراسة جديدة أن المدارس التى تعاني من انتشار التلوث الضوضائي قد يعانى تلاميذها من نمو إدراكي أبطأ.
وبحسب صحيفة الديلي ميل البريطانية، فقد حذرت دراسة جديدة من أن التلوث الضوضائي يمكن أن يؤثر على ذاكرة الأطفال، ودرس باحثون من معهد برشلونة للصحة العالمية، الأطفال الملتحقين بـ38 مدرسة فى برشلونة، ووجدوا أن الأطفال فى المدارس التى ترتفع فيها ضوضاء المرور لديهم نمو إدراكي بطيء مقارنة بغيرهم من الأطفال.
وقال «جوردي سونير» مؤلف مشارك فى الدراسة: «تدعم دراستنا الفرضية القائلة بأن الطفولة هى فترة ضعف يمكن خلالها للمنبهات الخارجية مثل الضوضاء أن تؤثر على العملية السريعة للنمو المعرفى الذي يحدث قبل المراهقة».
وقد درس الباحثون 2680 طفلا تتراوح أعمارهم بين 7-10 سنوات، والتحقوا بـ38 مدرسة فى جميع أنحاء برشلونة، لتقييم التأثير المحتمل للضوضاء على التطور المعرفى، وخلالها تم تقييم انتباه الأطفال وذاكرة العمل على مدى 12 شهر، خضع الأطفال للاختبارات المعرفة 4 مرات، وتم جمع قياسات الضوضاء التى تحدث فى ملاعب المدارس والفصول الدراسية حيث تحدث عمليات التعليم.
الضوضاء قد تكون سببا في اضطراب النمو العصبي لدى الأطفال
وأظهر تحليل النتائج أن تقدم الذاكرة العاملة والانتباه كان أبطأ لدى الطلاب الملتحقين بالمدارس ذات المستويات الأعلي من الضوضاء، على سبيل المثال أدت زيادة 5 ديسيبل فى مستويات الضوضاء الخارجية إلى تطوير الذاكرة العاملة بنسبة 11.5% أبطأ من المتوسط، أى أن هذا التطوير جعل الذاكرة العاملة أبطأ فى العمل بنسبة 11.5%.
وقالت الدكتورة ماريا فوراستر المؤلفة الرئيسية للدراسة: «تشير هذه النتيجة إلى أن ذروة الضوضاء داخل الفصل الدراسي قد تكون سببا في اضطراب في النمو العصبي، ولم يجد الباحثون أي صلة بين الضوضاء التي تقع فى محل السكن والتطور المعرفي، مما أثار الدهشة لدى الباحثين» وشرحت الدكتور «فوراستر»:«هذا يشرح أن التعرض للضوضاء فى المدرسة أكثر ضررا لأنه يؤثر على النوافذ الضعيفة للتركيز وعمليات التعلم».