قرابة عشر سنوات كانت فترة كافية لانخراط الشاب المصري سراج الدين فايد في ألمانيا واعتياده عادات وتقاليد أهلها، فهناك أصبح واحدا من المعلمين الماهرين لتعليم اللغة الألمانية وإماما وخطيبا للمسجد العربي الوحيد في مدينة «لاندسهوت»، قبل سنوات قليلة، لذا أصبح سفيرا لمصر بين الشعب الألماني والجاليات العربية المقيمة هناك.
محاربة الأفكار المغلوطة عن الإسلام
سنوات الغربة لم تعزل ابن مدينة ميت غمر التابعة لمحافظة الدقهلية، عن متابعة مشكلات المجتمع المصري والعربي، حتى لاحظ في الآونة الأخيرة فتاوى متبادلة من أشخاص غير مؤهلين لذلك وغير تابعين لجهات معتمدة، وآراء متطرفة قدمها البعض للجمهور على أنها الدين الإسلامي، حتى قرر الدفاع عن الصورة الصحيحة لديننا بكتاب تقدم صفحاته الواقع الحقيقي دون مبالغة أو تطرف سعيا منه لنشر ذلك بين مسلمي ألمانيا والغرب عامة، بحسب روايته في بداية حديثه لـ«».
كتاب «الدين الذي اخترعوه»
«الدين الذي اخترعوه»، اسم الكتاب الذي أعده «سراج» وعكف على اختيار موضوعاته بعناية شديدة طيلة الأشهر القليلة الماضية، وتنوع محتوى صفحاته البالغ عددها 93 صفحة، بين مناقشة أبرز الموضوعات التي باتت محلا للجدل تحت راية الدين الإسلامي: «معظم الناس فاهمة الدين غلط بسبب أفكار وآراء متطرفة، وأنا حاولت أعرض المشكلات دي وحلولها حسب القرآن والسنة بشكل صحيح ومبسط»، بحسب قوله لـ«»، منها إشكالية سماع الموسيقى، والغكرة المغلوطة تعسير الزواج على الشباب التي أدت إلى ظواهر أخلاقية بعيدة عن تعاليم الدين.
الزواج بين العادات الخطأ وتعاليم الإسلام
«الإسلام بيسهل الزواج لكن المغالاة في الشبكة والقايمة وكل العادات دي أصبحت سبب لانتشار العلاقات الحرام وده بعيد عن ديننا»، تعتبر تلك أحد المشاكل التي تناولها الشاب الثلاثيني في كتابه الذي يلقي الضوء على الفكر المتطرف للجماعات الإرهابية المتخفية وراء ستار الدين الإسلامي لنقل الصورة الصحيحة، ووضع نظر القراء على المشكلات المستحدثة في مجتمعاتنا العربية.
دراسته للغة الألمانية في المرحلة الجامعية باتت بمثابة تأشيرة عبور لقلوب الألمان والوافدين إلى الدولة وليست تأشيرة لعبور حدود البلاد فقط، وبمجرد تداول الكتاب في المكتبات الألمانية بالتعاون مع إحدى دور النشر العالمية، أثار صدى واسع بين وسائل الإعلام المحلية، إذ أجرت معه الصحيفة الرسمية في مدينة «لاندسهوت» الألمانية حوارا صحفيا معه لمناقشة الموضوعات المطروحة بالكتاب.
حلم انتشار الكتاب في العربي
إلى جانب ذلك، تلقى الشاب الثلاثيني ردود أفعال مختلفة من بعض القراء الألمان: «في سيدة ألمانية سألتني أسئلة مختلفة عن الإسلام وكلها في موضوعات الكتاب وجاوبتها عليها وبعدها أعلنت إسلامها الحمدلله»، بحسب روايته.
كما يأمل الشاب المقيم في ألمانيا توسيع دائرة نشر الكتاب للوصول إلى المجتمع المصري وجمهور عالمنا العربي أيضا: «إحنا أولى الناس بتصحيح المفاهيم الخطأ دي وبتمنى التعاون مع دور النشر العربية والمصرية لطباعة الكتاب في مصر والعربي».