صوّت عضو الكنيست من القائمة الموحدة، مازن غنايم، وعضو الكنيست من حزب ميرتس، غيداء ريناوي زعبي، ضد قانون الأبارتهايد، وإثر ذلك انسحب باقي أعضاء الكنيست من القائمة الموحدة وحزب ميرتس ولم يصوتوا على القانون. ووجه الائتلاف سهام غضبه إثر فشله إلى عضوي الكنيست هذين، وأعلن أنه سيعاقبهما.
وجاء القرار بفرض عقوبات على مازن غنايم و ريناوي زعبي خلال محادثة جمعت بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، ووزيرة الداخلية، أييليت شاكيد، وعضو الكنيست نير أورباخ، وجميعهم من حزب “يمينا” اليميني المتطرف.
ويطالب رئيس حزب “تيكفا حداشا” اليميني ووزير القضاء، غدعون ساعر، بعدم التهاون مع أعضاء الكنيست العرب في الائتلاف بعد الفشل في المصادقة على قانون الأبارتهايد، أمس. وفي موازاة ذلك، يأملون في الائتلاف أن يمتنع ساعر عن القيام بـ”خطوات متطرفة”، وسط تقارير عن إجرائه اتصالات مع حزب الليكود حول تشكيل حكومة بديلة برئاسة بنيامين نتنياهو، من دون التوجه إلى انتخابات جديد، ويكون ساعر فيها وزيرا للخارجية.
وفي أعقاب التصويت، عبّر غنايم عن إحباط من زملائه في قائمته، وقال إن “منصور عباس ووليد طه يقصونني عن عملية اتخاذ القرارات. والحزب لا يمنحني رصيدا على الخطوات التي أدفعها لصالح المجتمع العربي”، وفق ما نقلت عنه الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان” اليوم، الثلاثاء.
وأشار غنايم إلى أن الحكومة لا تتجاوب مع مطالبه وتماطل في التعامل معها، بحسب ما نقلت “كان” عن مقربين منه، وقال “إنني أريد دفع المواصلا في المجتمع العربي قدما، لكن وزيرة المواصلات، ميراف ميخائيلي، تُعيّن لقاءات بعد ثلاثة أشهر”.
واعترف غنايم بأنه أشبه بمنبوذ في المجتمع العربي، كغيره من أعضاء الكنيست في الموحدة، بسبب مواقفهم السياسية ودعمهم للحكومة اليمينية بانضمامهم إلى ائتلافها. وقال غنايم إنه يواجه ردود فعل غاضبة من الجمهور العربي لدى حضوره أفراحا في مدينته سخنين وفي مدن وبلدات عربية أخرى. وإثر ذلك، قال غنايم أمس، قبل التصويت على قانون الأبارتهايد، إنه يحظر تمرير قانون الأبارتهايد بتأييد أعضاء الكنيست العرب.
ونقلت “كان” عن مقربين من غنايم قولهم إن الأخير يشعر بأنه استنفد نفسه. وكان يتوقع حصوله على دعم قائمته بعد تصويته ضد قانون الأبارتهايد، لكنه لم يحظَ بدعم كهذا.
كذلك أشارت ريناوي زعبي إلى رفض الحكومة مع مطالب طرحتها لصالح المجتمع العربي بعد تراجعها عن انشقاقها عن الائتلاف، قبل أسبوعين، إلى أن قادة الائتلاف اعتبروا مطالبها “ابتزازا”.
ومن جانبه، عبر رئيس القائمة الموحدة، منصور عباس، بعد سقوط قانون الأبارتهايد، الذي سعى شخصيا إلى تمريره، عن أنه سيبذل جهدا من أجل بقاء الحكومة وعدم سقوطها، قائلا إنه “سنجد الطريق من أجل استمرار وجود الحكومة”. واضطر عباس إلى الانسحاب من التصويت على قانون الأبارتهايد في أعقاب تصويت غنايم وريناوي زعبي ضده.
ولا يأبه رؤساء الائلاف الحكومي بمواقف المجتمع العربي المعارضة للسياسات الإسرائيلية التي تميّز ضده وضد ممارسات الاحتلال في الضفة الغربية عامة والقدس والمسجد الأقصى خاصة. إثر ذلك، قرر الائتلاف معاقبة القائمة الموحدة وريناوي زعبي بسبب معارضة قانون الأبارتهايد وإسقاطه. وستقرر إدارة الائتلاف حجم العقوبات عليهم بادعاء أنهم “تجاوزوا حدودهم”، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
ورغم أن عضو الكنيست من “يمينا”، عيديت سيلمان، التي انشقت عن الائتلاف، امتنعت عن التصويت على قانون الأبارتهايد، إلا أن وسائل إعلام إسرائيلية أفادت بأنه لا يتوقع معاقبتها وفصلها من حزبها، وإنما دراسة احتمال إقالتها من رئاسة لجنة الصحة في الكنيست، في الأيام القريبة المقبلة.