| أسرة تستغيث لعلاج ابنها بالخارج من تلف الدماغ: بين الحياة والموت

منذ 8 أشهر تعرض الشاب العشريني ماريو سامي لحادث أليم أثناء عمله بمحافظة الغربية، والذي أحدث له تلفًا شديدًا في الجزء الأيسر من المخ، ليطيح بمستقبله بعدما تبدل حاله من شاب فارع يحمل أثقال أسرته على كتفيه ويسير بها، إلى مريض يتنقل بين أسِرة المستشفيات والعنايات المركزة لا حول له ولا قوة، ولا سبيل لشفائه سوى السفر والعلاج خارج مصر، وفقا لما أكده أطباء المخ والأعصاب للأسرة.

إصابة «ماريو» في حادث

بقلب أب مكسور على ابنه، روي سامي عوض، صاحب الـ56 عامًا، من قرية أولاد إلياس مركز صدفا محافظة أسيوط، خلال حديثه لـ«»، أن نجله «ماريو»، 21 سنة، تعرض يوم 7 أكتوبر 2021 لـ حادث أليم أثناء عمله بمحافظة الغربية، ما تسبب في عدة إصابات وكدمات في أنحاء متفرقة من الجسم أبرزها تلف شديد في الجزء الأيسر من الدماغ: «كنت برن اتطمن عليه عادي زي كل يوم، لقيت واحد زميله بيقولي ابنك عمل حادثة ونقلوه على مستشفى طنطا العام».

فور معرفته ذلك، سرعان ما هرولت الأسرة خلف ابنها ليجدوه معلقًا على الأجهزة وفي انتظار توقيع الأب على إقرار لإجراء عملية جراحية لا تزيد نسبة نجاحها عن 1%: «الحمد لله العملية نجحت وبدأت حالته تتحسن.. وبرغم كده لحد دلوقتي معرفناش أيه الحادث اللي اتعرضله لأنه كان لوحده، وكمان هو الذاكرة اتأثرت عنده جدا».

لم يكن تحسن حالة «ماريو» وسماح الأطباء بخروجه من المستشفى هو النهاية لرحلته المرضية؛ إذ ساءت أوضاعه أكثر، ما دفع الأسرة للذهاب به إلى استشاريين مخ وأعصاب، ومن بعدها الدخول في رحلة علاج طالت لعدة أشهر تخللها إجراء العديد من الأشعة والفحوصات الطبية، وتنقلت فيها حالته بين حافتي التحسن والتدهور، حتى ساءت تمامًا يوم 9 أبريل الماضي ليتم إيداعه العناية المركز بمستشفى القصر العيني بأسيوط ولا يغادرها حتى الآن.

«الأب»: بنصرف على علاج ابني بالديون

حزن الأسرة على مرض ابنها وحالته الصحية لم يكن هو فقط ما يثقلها؛ بل أيضًا تكبلت طوال الثمانية أشهر الماضية بالديون لتتمكن من علاجه، حتى ضاق أمامها الحال تمامًا في حين لا يزال الابن على فراش المرض وفي حاجة للعلاج: «أنا وابني مايكل الكبير شغالين أرزقية، وبنبدل مع بعض كل يوم واحد يروح يقعد مع ماريو في المستشفى علشان لو احتاجوا حاجة.. بنصرف عليه بالديون بس عشمنا في ربنا أنه يخف ويقوم بالسلامة وبعدها نشتغل كلنا ونسد الديون اللي علينا».

وعلى الرغم من حزن الأب الشديد بسبب تصريحات أطباء العناية المركزة بمستشفى القصر العيني في أسيوط بشأن حالة نجله وأنه ليس بيدهم شيء آخر ليقدموه له، إلا أنه ما زال يتعلق ببصيص نورٍ أضاءه بداخله استشاريون مخ وأعصاب بأن هناك فرصة واحدة لتحسين حالة ابنه وهي السفر والعلاج خارج مصر: «مش عايز حاجة من الدنيا غير أن حد ينقذ ابني ويسفره يتعالج برا.. ده شاب ولسة مدخلش دنيا وبعد ما كان ساند معايا أنا وأخواته دلوقتي مرمي بقاله شهرين في العناية بين الحياة والموت».