| «عبدالرحمن» يبدع في الهندسة وصناعة الجلود: الصدفة قادته لتعلم حرفة جديدة

بعدما فشل الشاب العشريني «عبدالرحمن» طالب كلية الهندسة، جامعة الفيوم، في العثور على محفظة جلدية تُشبه محفظته التي يعتز بها قرر أن يصنعها بنفسه، معتقًدا أن الأمر سيكون سهلًا في البداية، إلا أنه فوجئ بالكثير من الخطوات التي ينبغي عليه تعلمها حتى يصل للشكل الذي يرغب به؛ ومن هنا اكتشف شغفه في حرفة لم يكن يعلم عنها شئ من قبل.

بداية شغفه لصناعة منتجات الجلود

«اشتريت زمان محفظة جلد شكلها جميل ومختلف.. بعد فترة دورت على شبهها وملقتش خالص»؛ موضحا خلال حديثه لـ«» أنه كان يقتني محافظ النقود منذ صغره، لذلك قرر وقتها محاولة صنع محفظة جلدية بيده، وعندما لم يتمكن من ذلك بحث عن كيفية صناعة المنتجات الجلدية من خلال إطلاعه على فيديوهات أجنبية، حتى اكتشف شغفه تجاه تلك الحرفة اليدوية.

بحث «عبدالرحمن» عن ورش لصناعة الجلود لكي يتدرب بها، حتى استقبله شخصا يدعى شريف سالم، وعلمه أصول المهنة في ورشته من بداية شراء الجلود، ومن ثم رسم التصميم الذي ينفذه حتى الوصول للشكل النهائي للمنتج «اشتغلت معاه مساعد وكان دايمًا يقولي كمل»، وبعد إتقانه للمهنة عرض على أصدقائه أن يشاركوه في افتتاح مشروع لصناعة المنتجات الجلدية، ولكنهم استنكروا ذلك ورفضوا دعمه.

«محدش وقتها وقف جنبي إلا والدتي»، موضحا أنها دعمته ماديًا ومعنويا حتى استطاع أن يخطو أولى خطواته نحو مشروعه، كما دعمه أحد صانعي الجلود القدامى في المهنة، ينادى له بالأستاذ عبد الله الألفي: «أول واحد قالي أنت أيدك نضيفة وهتوصل» وفقًا لحديثه، ولم ينس عم أمين صاحب أحد الأماكن التي يقتني منها الجلود في باب الشعرية؛ عندما اشترى منه أول محفظة صنعها بالجلد تشجيعًا له.

مساعدة دراسته للعمارة في تصميماته

افتتح «عبدالرحمن» مشروعه في أواخر عام 2021 معتمدًا على الجلد الطبيعي البقري الذي يشتريه من عدة أماكن في منطقة باب الشعرية والدقي، ويميل في عمله إلى التصاميم الكلاسيكية التي تميزها البساطة والرقي، وقد ساعده تخصصه في العمارة بكلية الهندسة أن يبتكر تصميمات خاصة به «بحب أصمم بنفسي وأعمل المنتج بايدي من الأول للآخر.. ممكن محفظة واحدة تاخد مني شغل يومين».

تغيير نظرة المجتمع لصانعي منتجات الجلود

يتمنى «عبدالرحمن» بعد تخرجه أن يعمل في مجال العمارة، بجانب استمراره في العمل بمشروع الجلود: «الاتنين فيهم شغف بالنسبالي»، كما يسعى إلى تغيير نظرة المجتمع نحو صانعي منتجات الجلود؛ لأنه وجد تصورا منتشرا بين الناس بأن من يعمل في تلك الحرفة شخص يفتقد للثقافة والتعليم، رغم أنها حرفة فنية وبها الكثير من الإبداع: «عايز أعمل أتيليه خاص بصناعة الجلود يكون بهوية عربية مصرية خالصة».