هل يجوز للمعتمر السعي في الطابق الثاني أو سطح المسعى، معلومٌ أنَّ الله عزَّ وجلَّ شرعَ أداءَ مناسكَ العمرةِ، وجعل لهذه العبادة عددًا من الأركانِ والواجباتِ، ومنها السعيَ بين الصفا والمرةَ، لكن ما حكمُ من سعَى في الطابقِ الثَاني أو على سطحِ المَسعى؟ هذا ما سيجد القارئ الإجابة عليه في هذا المقال الذي يطرحه .
هل يجوز للمعتمر السعي في الطابق الثاني أو سطح المسعى
الأصل أن يسعى المعتمرُ في الطابقِ الأرضيِّ، عند السعةِ والاختيارِ، وكذلك الأفضلُ له أن يَسعى منه وإن حصلَت له مشقة ما لم تخرج عن الحد المعتاد، لكن في حالِ خروجِ المشقةِ عن الحدِّ المعتادِ فلا بأس من السعيِ في الطابقِ الثاني أو سطحُ المسعى، وهذا ما أفتت به اللجنة الدائمة للبحوث الإسلامية، وهذا ما ذهب إليه ابن عثيمين وأفتى بهِ، شريطة أن يقطع المعتمرَ المسافةَ بين الجبلينِ كاملةً، والله تعالى أعلى وأعلم.[1]
شاهد أيضًا: من هو اول من هرول بين الصفا والمروة
كيفية السعي بين الصفا والمروة
يتوجهُ المعتمرُ إلى الصفا بعد صلاةِ ركعتينِ خلفَ المقامِ بالإبراهيمي، وبعد رجوعه إلى الحجرِ الأسود واستلامه، وحين يقتربُ من جبل الصفا يتلوا قول الله تعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّـهِ)،[2] ثمَّ يصعدُ إلى جبلِ الصفا، وستقبلَ القبلةَ، ثمَّ يوحِّد الله تعالى، ثمَّ يكبِّره ويحمده، ويرجع سبب بدأ السعيِ من الصفا هو أنَّ الله عزَّ وجلَّ بدأ به في الآية الكريمةِ، ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ابدؤوا بما بدأَ اللَّهُ بهِ).[3]
ويردد وهو على جبل الصفا هذا الدعاء: “الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده” ثلاث مراتٍ، ثمَّ يدعوا ربَّه بما شاءَ من خيري الدنيا والآخرة.[4]
ثمَّ ينزلُ المعتمرُ عن جبلِ الصفا متوجهًا إلى المروةِ، ويسعى إليهِ، وما أن يصلَ الرجلُ إلى العلمِ الأخضرِ الأول يبدأُ بالرملِ، وهو المشيُ السريعِ، وحين يصلُ إلى العلمِ الأخضرِ الثاني يمشي مشيًا عاديًا، حتى يصلُ إلى المروةِ فيصعدُ عليه، ويفعل عليه ما فعلَ على الصفا، وبذلك يكونُ قد أنهى الشوطَ الأول، ثمَّ يرجع إلى الصفا ويُحسبُ له شوطًا آخرًا، ويظلُّ على هذه الحالِ يَسعى بين الجبلينِ حتى يختمَ سبعةَ أشواطٍ.[5]
شاهد أيضًا: تفسير وسبب نزول اية إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما
شروط السعي بين الصفا والمروة
لا بأس في هذا المقام من بيان شروطِ السعي بين الصفا والمروة، وفيما يأتي ذلك:[6]
- أن يقطع المعتمر المسافة كاملة وألَّا ينتقصَ منها؛ إذ أنَّها محددةٌ من قبل الشرعِ الحنيف.
- أن يراعي المعتمرَ الترتيبَ في السعيِ، بحيث يبدأ من الصفا لا من المروةِ.
- أن يتمَّ المعتمرَ سبعةَ أشواطٍ.
- أن يكونَ السعيُ بعد الطوافِ في البيتِ لا قبله.
- أن يتمَّ الموالاةُ بينَ أشواطَ السعيِ عندَ المالكية والحنابلة، وقد ذهب الشافعية والحنفية إلى عدمِ اشتراطِ الموالاةِ.
شاهد أيضًا: ما يقال في السعي بين الصفا والمروة
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال هل يجوز للمعتمر السعي في الطابق الثاني أو سطح المسعى؟ كما تمَّ فيه بيان كيفيةِ السعيِ وشروطه.
المراجع
- ^
islamweb.net , حكم السعي في القبو الموجود أسفل المسعى , 8/6/2022 - ^
سورة البقرة: , آية 158 - ^
غاية المأول، , ابن الملقن، جابر بن عبدالله، 27، صحيح - ^
مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، , سعيد بن وهف القحطاني، (ص413/ج1) , 8/6/2022 - ^
مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، , سعيد بن وهف القحطاني، (ص413/ج1) , 8/6/2022 - ^
dorar.net , ما هو شروط السعي , 8/6/2022