هل يطوف المعتمر حول الكعبة سبعة أشواط يبدأ الشوط من الحجر الأسود وينتهي به . معلومٌ أنَّ الطوافَ حولَ الكعبةِ المشرفةِ ركنٌ من أركانِ الحجِّ والعمرةِ، لكن هل عددُ الأشواطِ سبعة؟ وهل الشروطُ الواحدُ يبدأ من الحجرِ الأسودِ؟ وهل ينتهي الطائفُ به؟ وما هي الشروط الباقية للطوافِ؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال الذي يطرحه .
هل يطوف المعتمر حول الكعبة سبعة أشواط يبدأ الشوط من الحجر الأسود وينتهي به .
نعم هذه العبارة صحيحة، حيث يطوفُ المعتمرُ حولَ الكعبةِ سبعةُ أشواطٍ، ويبدأُ الشوطُ منَ الركنِ الذي فيه الحجرُ الأسودُ، فيستقبله ويقبله إن استطاعَ إلى ذلكَ سبيلًا من غير أذيةٍ ولا مزاحمة، ثمَّ يجعلُ جانبه الأيسر نحوَ الكعبةِ، فيطوفُ حولَ الكعبةِ، حتى يرجعَ إلى الحجرِ الأسودِ، فينتهي الشوطُ الأولُ بهِ، ثمَّ يكرر ذلك حتى يُنهي سبعةَ أشواطٍ.[1]
شاهد أيضًا: هل يجوز لبس الشراب في الطواف والسعي للرجل
شروط الطواف حول الكعبة
إنَّ للطوافِ عددٌ من الشروطِ التي لا بدَّ من تحقيقها حتى يكونَ الطوافُ صحيحًا، وفي هذه الفقرةِ من مقال هل يطوف المعتمر حول الكعبة سبعة أشواط يبدأ الشوط من الحجر الأسود وينتهي به . سيتمُّ ذكر هذه الشروطِ مع الأدلة الشرعية، وفيما يأتي ذلك:
النية
ذهب جمهور أهل العلمِ من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى وجوبِ النيةِ عند الطواف، ودليلهم في ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الطوافَ بالبيتِ مثلُ الصلاةِ إلَّا أنكمْ تتكلمونَ، فمنْ تكلمَ فلا يتكلمْ إلا بخيرٍ)،[2] ووجه الدلالةِ من هذا الحديث الشريف:[3]
- أنَّ الطوافَ مثل الصلاةِ، ومعلومٌ أنَّ الصلاةَ لا تصحُّ إلى بالنيةِ.
- أنَّ الطوافَ عبادةٌ مقصودةٌ لذاتها، ودليل ذلك أنَّه يُتنفلُ بها، ومن هذا المنطلق لا يصحُّ إلا بالنيةِ.
شاهد أيضًا: يحرم على المرأة عند أداء طواف العمرة مزاحمة الرجال الأجانب للوصول للحجر الأسود .
ستر العورة
إنَّ ستر العورةِ شرطٌ من شروطِ صحة الطوافِ حول الكعبة، وهذا مذهب المالكية والشافعية والحنابلة، ودليل ذلك الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه حيث قال: (بَعَثَنِي أبو بَكْرٍ في تِلكَ الحَجَّةِ في مُؤَذِّنِينَ بَعَثَهُمْ يَومَ النَّحْرِ يُؤَذِّنُونَ بمِنًى: ألَّا يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، ولَا يَطُوفَ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ).[4]
شاهد أيضًا: بين حدود عورة كل من الرجل والمراة كتاب الحديث
الطهارة من الحدث الأصغر
ذهب جمهور أهل العلمِ من المالكية والشافعية والحنابلة إلى وجوب الطهارة من الحدثِ الأصغرِ عند الطواف حول الكعبة المشرفة، ودليل ذلك أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم شبه الطوافَ بالصلاةِ، ومعلومٌ أنَّ الصلاةَ لا تجوزُ من غيرِ وضوءٍ، فدلَّ ذلك على وجوبِ الطهارةِ من الحدثِ الأصغرِ.[5]
الطهارة من الحدث الأكبر
أجمع أهل العلمِ على حرمةِ طواف الحائضِ حولَ الكعبة، ودليل ذلك الحديث الذي روته السيدة عائشة رضي الله عنه حيث قالت: (خَرَجْنَا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا نَذْكُرُ إلَّا الحَجَّ، فَلَمَّا جِئْنَا سَرِفَ طَمِثْتُ، فَدَخَلَ عَلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَنَا أبْكِي، فَقالَ: ما يُبْكِيكِ؟ قُلتُ: لَوَدِدْتُ واللَّهِ أنِّي لَمْ أحُجَّ العَامَ، قالَ: لَعَلَّكِ نُفِسْتِ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: فإنَّ ذَلِكِ شيءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ علَى بَنَاتِ آدَمَ، فَافْعَلِي ما يَفْعَلُ الحَاجُّ، غيرَ أنْ لا تَطُوفي بالبَيْتِ حتَّى تَطْهُرِي).[6]
وقد أفتت اللجنة الدائمة للبحوث الإسلامية في المملكة العربية السعودية على جوازِ طوافِ المرأة الحائض عند الضرورةِ، كأن تكونَ مع رفقةٍ لا تقبل انتظارها، ولا تستطيع البقاء بمفردها، ولا بدَّ من توقِّي ما يُخشى منه تنجيسَ المسجدِ.[7]
إدخال الحجر ضمن الطواف
إنَّ الحجرَ جزءٌ لا يتجزأ من الكعبةِ المشرفةِ، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَوْلا أنَّ قَوْمَكِ حَديثُو عَهْدٍ بجاهِلِيَّةٍ، أوْ قالَ: بكُفْرٍ، لأَنْفَقْتُ كَنْزَ الكَعْبَةِ في سَبيلِ اللهِ، ولَجَعَلْتُ بابَها بالأرْضِ، ولأَدْخَلْتُ فيها مِنَ الحِجْرِ)،[8] وبناءً على ذلك لا بدَّ أن يُدخل المسلمَ الحجرَ ضمنَ طوافهِ، فيطوفُ من وراءِ جداره.[9]
أن يكون الطواف داخل المسجد الحرام
ومن شروطِ صحةِ الطوافِ، أن يكونَ الطائف ضمن حدودِ المسجدِ الحرامِ وهذا مذهب الأئمة الإسلامية الأربعة، ودليل ذلك قول الله تعالى: (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)،[10] ووجه الدلالة من هذه الآية أنَّ الله عزَّ وجلَّ أمرَ المسلمينَ بالطوافِ داخل المسجدِ الحرامِ.[11]
شاهد أيضًا: ماذا يقال عند بداية الطواف
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان هل يطوف المعتمر حول الكعبة سبعة أشواط يبدأ الشوط من الحجر الأسود وينتهي به . وفيه تمَّ بيان صحة هذه العبارة، كما تمَّ بيان الشروط الأخرى المتعلقة بالطوافِ.
المراجع
- ^
dorar.net , صِفَةُ الطَّوافِ , 8/6/2022 - ^
صحيح ابن خزيمة، , الألباني، عبدالله بن عباس، 2739، صحيح - ^
dorar.net , شروط النية , 8/6/2022 - ^
صحيح البخاري، , البخاري، أب هريرة، 4655، صحيح - ^
dorar.net , شروط النية , 8/6/2022 - ^
صحيح البخاري، , البخاري، عائشة أم المؤمنين، 305، صحيح - ^
dorar.net , شروط النية , 8/6/2022 - ^
صحيح مسلم، , مسلم، عائشة أم المؤمنين، 1333، صحيح - ^
dorar.net , شروط النية , 8/6/2022 - ^
سورة الحج: , آية29 - ^
dorar.net , شروط النية , 8/6/2022