وقدمت الهيئة شكرها لكل من الدكتور عيد اليحيى وفريقه الذي دل على النقش، وخبير النقوش الإسلامية محمد المغذوي، الذي شارك في قراءة النقش الأولية، حيث نشرا قراءة جزئية للنقش عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وعدّ المهتمون النقش أحد أهم النقوش الأثرية، إذ تكمن أهميته في كونه نقشًا تاريخيًا يوثق واحدًا من الأحداث المهمة في التاريخ الإسلامي المبكر، حيث وردت القراءة «لله وكتبت زمن أُمّر ابن عفان سنة 24».
وأوضحت الهيئة أن الدراسات الأثرية التي أجراها فريق من المختصين من هيئة التراث على الصخرة -بقيادة الدكتور نايف القنور مدير إدارة الحماية بهيئة التراث- قدمت قراءة للنقش وذلك بعد فحصه وتوثيقه، حيث تمت قراءة وكشف غموض السطر الأول للنقش الذي يكشف عن اسم العلم (زهير) الذي كتب وقام بتدوين النص، وجاءت القراءة المبدئية كما يلي: «أنا زهير آمنت -بالله وكتبت زمن- أُمّر بن عفان سنة، أربع وعشرين».
ويظهر النقش مشابهًا لمضمون نقش زهير في محافظة العُلا الذي وثق فيه كاتبه الزمن الذي توفى به أمير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاب، كما تعمل الهيئة على استكمال دراسة النقش وعدد من النقوش لأسماء أخرى على الصخرة نفسها بعد تحليلها ودراستها دراسة تفصيلية، ونشرها لاحقًا مع كامل النقوش في الموقع في أوعيتها العلمية.
وتأتي أهمية النقش كونه ثالث أقدم وثيقة صخرية مؤرخة للنقوش الإسلامية بعد نقشي سلمة في ينبع النخل المؤرخ في سنة (23هـ) ونقش زهير في محافظة العلا (24هـ).
ويعد موقع الجحفة أحد أهم المواقع الأثرية شمال منطقة مكة المكرمة، حيث تعمل هيئة التراث على مشروع مسح للمواقع الأثرية للموسم الحالي (2022م)، استكمالاً للعمل في المواقع الأثرية في شمال غرب منطقة مكة المكرمة في موسمين سابقين (2018-2019م)، التي بدأت من محافظة جدة إلى محافظة الكامل، وشملت عددا من المراكز التابعة لها، ورُصد خلالها عدد من المواقع الأثرية التي تعود لفترة العصر الحجري الحديث، ومواقع للفنون والكتابات الصخرية، وموقع إسلامية، ومواقع للتراث العمراني.