| إهمال طبي يتسبب في وفاة «أحمد».. «دخل يشيل المرارة مخرجش تاني»

في تمام الحادية عشر صباحًا من يوم 18-5-2022، توجّه أحمد إيهاب مختار إلى أحد المستشفيات الخاصة لإجراء عملية إزالة المرارة بالمنظار، وتمر الساعات حتى الساعة الثالثة عصرًا ولم يخرج الشاب الثلاثيني من غرفة العمليات، وهو ما أصاب أهله بالذعر والقلق فخرجوا يسألوا عنه الأطباء بين أروقة المستشفى، ولكن كان في انتظارهم مفاجأة صادمة.

الطبيب تسبب في قطع الشريان الأورطي

يروي إيهاب مختار لـ«»، وهو والد الشاب الذي وافته المنيّة يوم 31 مايو الماضي، أنّ نجله أصيب بقطع في الشريان الأورطي أثناء إجراء عملية المرارة بسبب خطأ طبي، ما تسبب في حدوث نزيف حاد داخل البطن، نقل على إثره إلى غرفة العمليات مرة أخرى وجرى نقل كمية كبيرة من الدم له، ثم نقله إلى العناية المركزة وهو في غيبوبة وصدمة نزفية حادة.

وأضاف الأب الملكوم، أنّ نجله قبل 4 أيام من وفاته لم يفق من الغيبوبة نهائيًا، وذلك بعد وضعه على أجهزة التنفس الصناعي: «ابني عملوله غسيل كلى وأشعة بالصبغة و3 مناظير، ومعرفش كان يستحمل كل ده ولا لأ»، بحسب حديث الأب، والذي أكد أنّ نجله دخل إلى المستشفى بصحة جيدة للغاية وتولى بنفسه أمر إنهاء إجراءات أوراق المستشفى لإجراء العملية: «ابني دخل المستشفى على رجله وأنا احتسبته عند الله شهيد، كان على وش خطوبة».

على مدار 15 يومًا منذ دخول صاحب الـ32 عامًا وحتى يوم وفاته، أجرى نحو 4 عمليات وتلقى حوالي بين 14 و16 كيس دم بخلاف «الدم الفريش» الذي تلقاه المتوفي داخل المستشفى بحسب حديث والده: «المستشفى كانت بتعملنا اجتماعات وبتقولنا الحالة فيها كذا وكذا واحنا طبعا منعرفش عشان احنا مش متخصصين، بس كنا عارفين إنّ الحالة متدهورة».

وتروي والدة الشاب الثلاثيني اللحظات التي أعقبت خروج نجلها من غرفة العمليات والتي وصفتها بأنّها الأكثر رعبًا منذ دخولهم إلى المستشفى: «إحنا لقينا الدنيا فيها صويت وباباه بيلطم والولد نايم في الرعاية سايح في دمه والشريان الأورطي مقطوع».

عمليات جراحية تسببت في استئصال الطحال

أخبر الأطباء أهل المتوفي أنّه يحتاج إلى إجراء عدة عمليات جراحية نتيجة حدوث نزيف من الشعيرات الدموية داخل بطن «أحمد»: «الدكاترة قالولنا إحنا لقينا بطن أحمد لسة بتجيب دم فا هنحطلها فوط ونقفلها بفوط وبعد كدا نشيلها، وبعدين الدكتور قالنا إن الدم الكتير اللي دخل لأحمد في جسمه بوظ الطحال وشالوه، ومتكلمناش في سبيل إنهم ينقذوه».

كانت حالة الشاب الثلاثيني الذي وقع ضحية خطأ وإهمالًا طبيًا، سببًا في تحرير الأسرة محضرًا في قسم شرطة دار السلام يحمل رقم 3088 إداري في الطبيب الذي تسبب في تدهور حالة الابن، إذ تحكي الأم أنّه عقب إزالة «الفوط» من داخل بطن نجلها؛ بدأ في الإفاقة من الغيبوية شيئًا فشيئًا: «أخوه كان بيدخله بيلاقيه كويس وبيشد في الأجهزة اللي جنبه».

تمر الساعات والأيام، وحالة «أحمد» في تدهور مستمر، فبحسب تقارير الأطباء تعرض الشاب الثلاثيني لارتفاع نسبة البولينا ما أدى إلى قرار من الأطباء بغسيل الكلى، لتكتشف أسرته بعد ذلك أنّه أصبح فاقدًا للوعي وفي غيبوبة تامة، وقبل ساعات من وفاته أجرى أشعة المقطعية على المخ: «أحمد بدأ يرّجع دم وحصله نزيف في المخ ونزيف في الرئة وأجهزته كلها وقفت، والدكتور كان هيعمله أشعة بالقسطرة بس قالهم إنّه وضعه بقى خطير ومش هيقدروا يعملوا حاجة تاني» بحسب حديث الأم والتي أكدت أنّ نجلها فارق الحياة بعد بضع ساعات من هذه الواقعة.

وعقب استخراج أمر الوفاة والدفن، طالب «محمد»، والذي يصغر شقيقه المتوفى بنحو 5 أعوام، من إدارة المستشفى، الطحال الذي جرى استئصاله من «أحمد» قبل وفاته عند استلام الجثمان، إلا أنهم رفضوا تسليمه لأسرته: «طلبت منهم يسلموني الطحال رفضوا، وطلبت ورقة تثبت إن تم أخذ الطحال منه رفضوا بردو» بحسب حديث الشقيق الأوسط صاحب الـ27 عامًا.