| «اللص التائب» قاطع يديه يعود للأضواء بعد 12 عاما: «عايز أشتغل بالحلال»

بعد 25 عاماً، قضاها في السرقة والاحتيال على البسطاء وكبار السن، قرر أن يتوب للأبد، وفي سبيل ذلك عاقب نفسه بشكلٍ قاسٍ، وبتر يديه الاثنتين بنفسه، من خلال وضعها أسفل عجلات القطار، حتى يمتنع عن السرقة، وتطبيقاً لشرع الله وفقا لاعتقاده. 

ضميري أنبني

علي عفيفي شاب يبلغ 35 عاماً، من أبناء قرية ميت حبيش القبلية التابعة إلى مركز طنطا في محافظة الغربية، امتنع عن السرقة بعد أن أصبحت عادة ويستغلها كمصدر دخله بدلاً من العمل في وظيفة أو حرفة يكسب منها قوته، وبين ليلة وضحاها استيقظ «علي» وهو يشعر بتأنيب ضمير شديد وقلب يتألم من شدة أفعاله السيئة والمنافية لقيم المجتمع، وتوقف عن السرقة: «في سنة 2009 قطعت أيدي الشمال لما حسيت أن اللي بعمله ده حرام ولازم أتوب بقى روحت حطيت أيدي تحت قطر وعدى عليها، وعاقبت نفسي بنفسي عشان تبقى التوبة نصوحة فعلاً». 

الشيطان وزني

ويحكي «علي» لـ«» أنه تاب بالفعل، إلا أن شيطانه وسوس له مرة أخرى، وأغراه بالسرقة باستخدام يده اليمنى، وفزاد في تأنيب ضميره أكثر من أي وقت مضى، فقرر بتر يده اليمنى أيضاً: «أنا أبويا شيخ جامع ومؤذن وأنا الولد العاق اللي عنده مكنتش بسمع الكلام ومكملتش تعليمي وياما ضربني وأنا صغير على السرقة وأنا مكنتش بحرم». 

قصة حياة «علي» بدأت تظهر على مواقع السوشيال ميديا، منذ أواخر عام 2009، لكنه عاد بالظهور مرة أخرى، بعدما كُتب على صفحته بالفيسبوك، إنه توفى: «عشان الناس تاخد بالها وترجع تركز معايا من تاني وتشوف أني توبت ومتغيرتش وبصلي وعارف ربنا بس نفسي حد يساعدني وأشتغل شغلانة شريفة، أكسب منها قوت يومي وأكل منها بالحلال لأني قدّرت طعم الحلال وده اللي عايزه». 

«علي»: قالوا لي يا مجنون 

يحصل «علي» على معاش من التضامن الاجتماعي التابع إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، 450 جنيهاً: «مش بيكفوني وعايز شغل أعيش منه وأصرف على نفسي، أنا دلوقتي عاطل وعايش مع أبويا وأمي وبراضيهم وبسمع كلامهم».

يقول إنه لم يتزوج حتى الآن: «لما كنت حرامي محدش راضي يناسب واحد حرامي زيي، ولما قطعت ايدي محدش عايز واحد مبتور، وهو اللي قاطع إيده لنفسه قالوا عليه مجنون».