القناة 12 : التصعيد الإسرائيلي في سورية يستهدف مشروع تحسين دقة صواريخ “حزب الله”

ذكر تقرير صحافي، اليوم الأحد، أن توسيع دائرة الاستهدافات الإسرائيلية في مطار دمشق الدولي، يأتي في ظل رصد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية محاولات إيرانية حثيثة لنقل تجهيزات تستخدم في تحويل الصواريخ العادية إلى صواريخ عالية الدقة إلى سورية.

وأضاف التقرير الذي أورده الموقع الإلكتروني للقناة 12 الإسرائيلية، مساء اليوم، أن “أجهزة الأمن الإسرائيلية ترى أن الإيرانيين كثفوا جهودهم في الفترة الأخيرة لإدخال أسلحة ‘كاسرة للتوازن‘ إلى سورية عبر الخطوط الجوية المدنية”.

وبحسب التقرير فإن هذه التحركات الإيرانية تأتي في أعقاب “سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل وتمكنت بواسطتها من الحد بشكل كبير من قدرة إيران على نقل شحنات الأسلحة إلى سورية برا أو بحرا”، وذلك في ظل تصاعد وتيرة الهجمات العدوانية الإسرائيلية على مواقع في سورية، خلال الشهر الماضي.

وقال التقرير إن إيران باتت تلجأ لاستخدام الطيران المدني وأمتعة المسافرين لنقل تقنيات وأنظمة تستخدم في مشروع تحول تراسنة الصواريخ التابعة لحزب الله ولوكلاء إيران في المنطقة إلى صواريخ عالية الدقة.

وكثف سلاح الجو الإسرائيلي في الآونة الأخيرة من استهداف المرافق الاقتصادية التي تستخدمها إيران بنقل الأسلحة ومعدات صناعية إلى سورية ولبنان، وعلى وجه الخصوص المنشآت التي تستخدم في مشروع زيادة دقة الصوارخ، بحسب القناة 12، ليصل مجموع الهجمات التي نفذتها إسرائيل في سورية، الشهر الماضي وحده، إلى 15 هجوما.

وأفادت القناة بأن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أدركت مؤخرا أن هذه الهجمات لم تحقق الهدف المنشود والمخطط له، وحينها تم اتخاذ قرار بتصعيد الهجمات – ومهاجمة مطار دمشق الدولي، بما في ذلك استهداف المدرج الوحيد الباقي في الخدمة، بالإضافة إلى برج المراقبة وصالة المسافرين الثانية.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الهجمات الأخيرة أوقفت نحو 70% من شحنات الأسلحة الإيرانية المهربة إلى سورية ولبنان، وسط قناعة لدى المسؤولين العسكريين الإسرائيليين بأن وصول 30% من شحنات الأسلحة الإيرانية إلى سورية “يشكل خطرًا كبيرا”.

وأكد التقرير أن إسرائيل أبلغت روسيا بتفاصيل الهجوم على مطار دمشق وفق الآلية المشتركة لمنع الاحتكاك؛ وذلك رغم بيان التنديد الصادر عن السلطات الروسية بشأن الهجوم الإسرائيلي الأخير.

والهدف الأول الذي تنشده إسرائيل من الهجوم الذي أدى إلى تعليق الرحلات من مطار العاصمة ونقل الرحلات إلى مطار حلب شماليّ سورية، بحسب التقرير، هو توجيه رسالة إلى الإيرانيين مفادها أن إسرائيل ترصد التحركات الإيرانية ومستعدة لبذل جهود كبيرة لمنعها، بما في ذلك إخراج مطار دمشق الدولي بالكامل من الخدمة.

كما يحاول الجانب الإسرائيلي توجيه “رسالة قوية” إلى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، تهدده من خلالها بـ”دفع ثمن باهظ” لمواصلة استضافة الإيرانيين في سورية وتمكينهم من ترسيخ وجودهم العسكري هناك.

ووفقا للتقديرات الإسرائيلية، فإن إمكانية محاولة الرد الإيراني أو السوري على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، محتملة لكنها محدودة، وأشار التقرير إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تستعد لمثل هذا السيناريو، معتبرا أن إيران “لا تملك القدرة على الرد من الأراضي السورية”.

وذكر التقرير أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتحسب من إمكانية الرد عبر إطلاق هجمات بطائرات مُسيّرة انتحارية باتجاه مواقع في إسرائيل، مشرا إلى أن “المخاطرة الإسرائيلية محسوبة” في هذا السياق. وقال إن إسرائيل على استعداد للقيام بعمليات استباقية لإحباط هجمات مماثلة، بما في ذلك استهداف مستودعات للطائرات المسيرة الإيرانية.

كما أشار التقرير إلى المساعي الإسرائيلية لتشكيل حلف دفاعي إقليمي ضد إيران تقوده واشنطن وتشارك فيه الأردن والعراق ومصر إلى جانب دول مجلس التعاوم الخليجي بما في ذلك السعودية؛ وقال إن الاستعدادات لتشكيل هذا التحالف بين واشنطن والدول المعنية بدأ منذ نحو عام، مشيرا إلى إن إسرائيل نشرت بالفعل “أنظمة رادار في عدة دول في المنطقة، بما في ذلك الإمارات والبحرين”.