واجتمع نحو 20 زعيما في قمة الأمريكيتين التي تعهد بايدن وكبار المسؤولين الأمريكيين خلالها بتعزيز التعاون معهم في مجال الهجرة والطاقة النظيفة والبنى التحتية الصحية، بينما نظّم حفلات استقبال مبهرة.
وواجه بايدن مقاطعة من الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور وانتقادات علنية من عدد من القادة لأسباب بينها حملة الضغط المستمرة منذ عقود على كوبا وبشأن إن كان سيفي بوعوده.
مصيدة ديون
تحتفل أمريكا العام المقبل بمرور قرنين على إعلانها أمريكا اللاتينية ميدان نفوذ حصريا تابعا لها بموجب «مبدأ مونرو» فيما تربطها بالمنطقة علاقات ثقافية عميقة.
لكن الصين التي تعدها واشنطن أكبر منافس لها في العالم، تحوّلت سريعا إلى ثاني أكبر شريك تجاري لأمريكا اللاتينية والأكبر بالنسبة لأمريكا الجنوبية التي تشحن أساسيات من بينها حبوب الصويا والزيت عبر المحيط الهادئ إلى سوق يعد 1.4 مليار نسمة.
وأقرضت القوة الشيوعية التي تشهد نموا سريعا في أمريكا اللاتينية حوالي 150 مليار دولار منذ العام 2005، نصفها تقريبا لفنزويلا. وبينما لم تضع شروطا سياسية، إلا أنها دفعت ببعض الدول فيما يصفها البعض بمصيدة ديون.
عرض بالشراكة
عرض بايدن خلال القمة «شراكة» اقتصادية على مستوى نصف الكرة الأرضية يناقش بموجبه معايير مشتركة لكن من دون التزام مباشر بتمويل أو إمكانيات جديدة للوصول إلى السوق.
وقال كريستوفر ساباتيني من «تشاتهام هاوس» إن «عقد قمة في ظل عدم وجود أمور كثيرة يمكن تقديمها كان خطأ».
وأضاف «انتهت هذه الفكرة بأن نصف الكرة الأرضية بسبب قربها تتشارك ذات المبادئ والأهداف.. لا تملك أمريكا إمكانية تقديم العديد من الامتيازات».
وشدد مستشار بايدن للأمن القومي جيك سالفيان على أن الولايات المتحدة لم تضع يوما مسألة تقديم تمويل باهظ من الدولة ضمن سياستها. وترتبط واشنطن بالفعل باتفاقيات للتجارة الحرة مع عدد من دول أمريكا اللاتينية بما فيها المكسيك وكولومبيا وتشيلي.
وأشار الخبير راين برغ من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى أن النفوذ الأمريكي في أمريكا اللاتينية تراجع على مدى العقد الماضي.
وحمّل الجزء الأكبر من المسؤولية في ذلك إلى أمريكا نفسها بسبب «عدم الاهتمام بالمنطقة واعتبار كونها مصدرا للاستقرار والازدهار تحصيل حاصل، إلى جانب عدم قدرتها (واشنطن) على تعبئة الموارد والإبداع اللازمين لتشكّل بديلا شاملا وذا معنى للتمويل الصيني للتنمية».
وإذا كانت كوبا تاريخيا الشوكة في خاصرة العلاقة مع أمريكا اللاتينية، فإن تغيّب رئيس المكسيك عن قمة ترأسها الولايات المتحدة كان أمرا لا يمكن تخيّله في الماضي.
وقاطع لوبيز أوبرادور القمة ردا على رفض بايدن دعوة قادة كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا اليساريين الذين يعتبرهم استبداديين.
دول ديمقراطية
بينما أصر على أن القمة مخصصة للدول الديمقراطية فحسب، سعى بايدن لبناء علاقات مع قادة من مختلف التيارات السياسية بينهم رئيسا الأرجنتين وتشيلي الأقرب إلى اليسار، فيما التقى أول مرة برئيس البرازيل اليميني المتشدد المثير للجدل جايير بولسونارو.