| أسرة تبحث عن عائلها.. اختفى من 18 يوم ومش عارفين عايش ولا ميت

ضائقة مادية شديدة مر بها الشاب الثلاثيني أحمد جمال، ابن محافظة القاهرة، بعد تدهور تجارته في جمع الخردة حتى بات عاجزًا عن إعالته أسرته المكونة من زوجة و5 أبناء، لقيرر في النهاية التخلي عن كل شيء وترك المنزل منذ نحو 18 يومًا تاركًا أسرته تبحث عنه في كل مكان دون فائدة وهي لا تعلم إن كان لا يزال على قيد الحياة أم لا.

تدهور الحالة المادية لـ«أحمد» 

روى خالد محفوظ، 48 سنة، أن شقيق زوجته أحمد جمال، صاحب الـ33 عامًا، قبل عدة أشهر كان يعيش في عزبة أبو قرن التابعة لحي مصر القديمة محافظة القاهرة ويعمل في جمع الخردة، إلا أنه تم إزالة تلك المنطقة لتدهور حال الأبنية هناك، وتم نقل سكانها إلى شقق جديدة في مدينة معا بالسلام محافظة القاهرة، وأنه بالرغم من سعادة شقيق زوجته بالسكن الجديد وما يتميز به من مستوى معيشي أفضل، إلا أنه لم يستطع الاستمرار  في ممارسة عمله السابق في جمع الخردة، ما أثر بشكل كبير على دخله الشهري.

«كان معاه ميكروباص بيأجره لسواق، ولما معرفش يشتغل في الخردة رجَّع الميكوباص بتاعه بس كان محتاج شوية تصليحات وصرف فلوس كتير»، وفقًا لـ«خالد»، وأنه بعد فترة تعطل الميكروباص واحتاج لتصليحات أخرى، ما أثر بالسلب على الحالة المالية لشقيق زوجته، وجعله يدخل في نوبة من الحزن والقلق على مستقبل أبنائه: «كان بيحكي لمراتي اللي هي أخته ويقولها أنا مش حامل أشوف ابني يطلب مني حاجة ومقدرش أجيبهاله»، وأنه لهذا السبب تمكنا الحزن واليأس منه وراحا مجتمعين يدفعاه لترك المنزل والتخلي عن كل شيء هربًا من مواجهة نفسه وهو غير قادر على إعالة أسرته.

خروجه من المنزل وترك أسرته

خرج الأب العشريني صباح يوم الجمعة الموافق 27 شهر مايو الماضي مقررًا عدم العودة مرة أخرى؛ إذ ترك هاتفه وبطاقته الشخصية وكل شيء وراح يهيم في الطرقات لا يقصد شيئًا سوى الهرب: «لما جالنا الخبر من مراته طلعنا ندور عليه في كل مكان بس معرفناش نوصله»، وأنهم حرروا محضرًا في قسم السلام ثان، حمل رقم ل 1648 لسنة 2022، وأنه بتفريغ الكاميرات وتتبع خط سيره منذ خروجه من المنزل، تبيَّن استقلاله لميكروباص من موقف النهضة: «سألنا السواق قال أنه ركب معاه وفاكره لأنه كان باين عليه متضايق وبيشتكي يقول أنا مش قادر أستحمل، أنا رايح مشوار يا رجعت منه يا مرجعتش»، وفقًا لـ«خالد»، وأن شقيق زوجته لا يعاني من أي إضطرابات عقلية.

18 يومًا مرت على الأسرة وهي تبحث عن الأب المتغيب وتفتش عنه في كل مكان يترقي إلى عقلها كالأقسام والمستشفيات إلى جانب سؤال الأصدقاء والأقارب؛ أملًا في الوصول إليه، إلا أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل وأتفق الجميع على عدم رؤيته: «رحنا برضو مشرحة زينهم وكلمنا ناس تبع المسطحات المائية قلنا علشان لو كان حصله حاجة، لكن في النهاية موصلناش لحاجة»، وأنهم نشروا صورته عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» لتوسيع دائرة البحث وهم لا يزالوا ينتظرون عودته سالمًا.