4 سنوات قضاها إسماعيل عبدالوهاب في العمل الخيري، وتحديدًا في منطقة حلوان، متنقلًا بين بيوت الفقراء والمحتاجين، شاهدًا على أحوالهم ومعاناتهم أمام ظروف الحياة، لذا قرر أن يمد يد العون والمساعدة للعرائس غير القادرات بـ«زفة» مجانية بسيارته الخاصة لإدخال الفرح والسرور على قلوبهن.
«إسماعيل» يتبرع بسيارته الخاصة لزفة العرائس
يروي إسماعيل عبدالوهاب، صاحب الـ37 عامًا لـ«»، أنّه اشتهر في منطقة حلوان بمساعدة الحالات الإنسانية وسعيه في عمل الخير، لتكون آخر مبادراته والتي بدأها منذ قرابة عام، هي التبرع بسيارته الخاصة لزفة العرائس غير القادرات مجانًا سواء حفلات زفاف أو خطوبة: «أنا بدأت المبادرة دي من السنة اللي فاتت بس مكانش فيه تفاعل كبير، وعملتها السنة دي تاني وبدأ التفاعل معاها يزيد».
يوم الجمعة الماضي، كانت آخر زفة لأحد العروسين في حفل زفافهما، تبرع بها ابن منطقة حلوان مجانًا، بعد أن زيّن السيارة بالورود من الأمام والجانبين، ولم يكتفِ الشاب الثلاثيني بمجرد «توصيلة» بالسيارة فقط من وإلى مكان الفرح: «في الغلاء اللي أحنا فيه ناس كتير مبتقدرش على تمن الزفة، فأنا مباخدش العربية فاضية بزيّنها وبحطلها بوكيه ورد وبروح أزفّهم»، بحسب «إسماعيل».
تقديم المساعدات للمحتاجين
لم تكن هذه المبادرة هي الأولى من نوعها التي يسارع بها «إسماعيل» في فعل الخير، إلا أنّه استغل عدد المتابعين على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، في تقديم المساعدات المالية والعينية للمحتاجين: «حبيت إن السوشيال ميديا متبقاش مجرد وسيلة تواصل، ولكن تقديم محتوى هادف ومساعدة غيرنا من علاج وأكل وشرب».
بدأ الشاب الثلاثيني طريقه في مساعدة غير القادرين منذ أن كان لاعبًا لكرة القدم، وأصيب زميله بضمور العضلات، لتتدهور حالته الصحية نظرًا لعدم قدرته المادية على العلاج ثم يفارق الحياة على إثر الإصابة: «من ساعة وفاة زميلي أتأثرت بحالته وقررت إني أفيد الناس، وأبدأ أعرض الحالات الإنسانية عندي ونساعدها على أد ما نقدر»، بحسب حديثه.
وفاة صديقه الدافع لمشاركته في أعمال الخير
كان كابتن إسماعيل لاعب كرة قدم سابق تنقل في عدد من المراحل السنية على مستوى الأندية، حتى تعرض لإصابة اعتزل على إثرها كرة القدم منذ حوالي 7 أو 8 سنوات، ليتفرغ إلى تدريب كرة القدم بالأكاديميات وإدارة المحل الخاص به.
وفي نهاية حديثه لـ«»، استشهد الشاب الثلاثيني بحديث الرسول صلَّ الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له»، مشيرًا إلى أنّ الصدقة الجارية هي التي يدوم ثوابها لفاعلها حتى بعد وفاته: «محدش بياخد حاجة معاه لو نزل القبر غير عمله الصالح».