قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، إن زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى المنطقة، “ستكشف عن خطوات أميركية لتعزيز اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط”، مشيرا إلى “اتفاقيات لتعزيز التعاون الأمني”، وذلك في ظل الحديث عن مساعي واشنطن لتشكيل حلف دفاعي لمواجهة إيران، يضم إسرائيل والأردن ومصر والعرق إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي الست.
وجاءت تصريحات بينيت، في بيان صدر عنه مساء اليوم، الثلاثاء، في أعقاب إعلان البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي سيزور بين 13 و16 تموز/ يوليو المقبل إسرائيل والضفة الغربية المحتلة والسعودية، وذلك بعد أسابيع من التكهنات حول جولة بايدن في المنطقة.
وأوضح بينيت في بيانه أن زيارة بايدن إلى إسرائيل ستستمر على مدار يومي 13 و14 تموز/ يوليو المقبل؛ ورحب رئيس الحكومة الإسرائيلية بزيارة الرئيس الأميركي الأولى إلى الشرق الأوسط كرئيس، واصفا إياه بأنه “صديق حقيقي لإسرائيل”.
وأضاف بينيت أن “زيارة الرئيس بايدن لإسرائيل ستساهم في تعميق العلاقات الخاصة والشراكة الإستراتيجية بين البلدين، وكذلك التزام الولايات المتحدة بأمن واستقرار إسرائيل والمنطقة”.
وأكد أنه في إطار زيارة الأميركي، “سيتم الكشف عن إجراءات أميركية لتعزيز اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط وازدهار المنطقة بأسرها، إلى جانب اتفاقيات تعزيز التعاون الأمني والمدني بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل من شأنه أن يرفع التحالف بين الدولتين إلى آفاق جديدة”.
وكانت القناة 12 الإسرائيلية قد أفادت بأن إدارة بايدن تسعى إلى عقد اتفاقية أمنية للدفاع المشترك بين إسرائل وعدد من الدول العربية في المنطقة في مواجهة “التهديدات الإيرانية”، بحسب ما جاء في تقرير أوردته القناة 12 الإسرائيلية، مساء اليوم، الخميس، أفاد بأن إسرائيل نشرت منظومة رادارية في عدة دول في الشرق الأوسط بما في ذلك الإمارات والبحرين.
وبحسب التقرير فإن الولايات المتحدة تسعى إلى عقد اتفاقية “تعاون أمني” تشمل كل من إسرائيل والدول العربية الست في الخليج، بالإضافة إلى مصر والأردن والعراق لمواجهة “التهديدات الإيرانية”، في مبادرة مشتركة للحزبين الديمقراطي والجمهوري، من المقرر أن تعرض في وقت لاحق، الخميس، على مجلس النواب الأميركي.
وفي هذا السياق، أفاد الجانب السعودي بأن زيارة بايدن إلى الرياض تتضمن حضوره قمة مشتركة دعا إليها الملك السعودي، بمشاركة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالإضافة إلى العاهل الأردني، عبد الله الثاني، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء العراق، مصطفى الكاظمي.
وأوضحت كالة الأنباء السعودية “واس” أن “زيارة بايدن الرسمية إلى السعودية ستكون يومي 16 و17 تموز/ يوليو، على أن يلتقي خلالها الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان، وذلك لبحث أوجه التعاون بين البلدين الصديقين ومناقشة سبل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم”.
من جانبه، ذكر البيت الأبيض أن “أمن الطاقة” سيكون محورا رئيسيا في زيارة بايدن إلى السعودية، إلا أن مسؤولين أميركيين أشاروا الى أن للجولة أهدافا دبلوماسية أوسع. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيار، إن “الزيارة إلى الشرق الأوسط تشكّل ذروة أشهر عدة من الدبلوماسية”، ولا تمليها اعتبارات داخلية.
زيارة تبدأ في إسرائيل وتنتهي السعودية
وستبدأ زيارة بايدن بلقاء مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بينيت، لعقد مباحثات حول محاور عدة، من بينها الدعم الأميركي للجيش الإسرائيلي، لا سيما لنظام الدفاع الجوي المضاد للصواريخ “القبة الحديدية”، على خلفية توترات يغذيها الفشل حتى الآن في إحياء الاتفاق حول الملف النووي الإيراني الذي أبرم بين طهران وست دول كبرى وانسحبت منه واشنطن خلال فترة رئاسة دونالد ترامب.
ورجّح مسؤول أميركي رفيع تحدث لوكالة “فرانس برس” (لم تسمه) أن يزرج بايدن “منطقة تستخدم فيها هذه الأنظمة (القبة الحديدية)”، وذلك في سياق مباحثاته حول “آخر الاختراعات الأميركية الإسرائيلية في مجال استخدام تقنيات الليزر المضادة للصواريخ وللأخطار الجوية الأخرى”.
وشدد المسؤول على أن بايدن “سيجدّد التزام إسرائيل الحازم بأمن إسرائيل”.
كما سيلتقي بايدن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، على الأرجح في بيت لحم، وفق المصدر نفسه، وسيجدّد “التزامه الدائم بحل يقوم على دولتين” إسرائيلية وفلسطينية، وسيسعى إلى إعادة “الحرارة” إلى العلاقات مع السلطات الفلسطينية التي قطعت بشكل شبه كامل خلال ولاية ترامب.
رحلة في أجواء التطبيع
وفي نهاية جولته، يتوجه بايدن إلى السعودية في محطة ستثير جدلا واسعا وستشكل حدثا تاريخيا استثنائيا، إذ سينتقل في طائرة تقله مباشرة من تل أبيب إلى جدة، وسيكون أول رئيس أميركي يصل إلى بلد عربي لا يقيم علاقات مع إسرائيل، منطلقا من إسرائيل. وكان سلفه استقل رحلة جوية انطلقت من السعودية نحو إسرائيل في العام 2017.
يأتي ذلك في ظل التقارير الإسرائيلية حول عزم السعودية فتح مجالها الجوي أمام الرحلات الإسرائيلية، بالتزامن مع زيارة بايدن، في إطار “صفقة” أميركية – إسرائيلية – سعودية تنتهي بتطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض، ومن شأنها أن تحدث “تغييرا دراماتيكيا في خريطة التحالفات في الشرق الأوسط”.
كما أكد المسؤول الأميركي أن بايدن “سيشارك في السعودية في قمة لمجلس التعاون الخليجي يحضرها قادة البحرين وسلطنة عمان والكويت وقطر والإمارات والسعودية. وقد يشارك في الاجتماع قادة مصر والعراق والأردن”.
ويضع الرئيس الأميركي ضمن أولوياته، العمل على تمديد الهدنة المعمول بها في اليمن بين القوات الحكومية المدعومة من تحالف بقيادة السعودية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، ولجم الطموحات النووية لإيران، خصم السعودية والعدو اللدود لإسرائيل، و”إعطاء دفع لحقوق الإنسان والعمل على تأمين الطاقة والغذاء العالميين”.
ويشمل برنامجه أيضا قمة افتراضية مع قادة مجموعة تضم إسرائيل والهند والإمارات والولايات المتحدة ستتناول “أزمة الأمن الغذائي وغيرها من مجالات التعاون عبر نصف الكرة الأرضية حيث تشكّل الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل مركزين مهمين للابتكار”، بحسب ما أفاد مسؤول أميركي في إحاطة قدمها للصحافيين.