الأنباء المتداولة عن عدم عرض الفيلم الكارتوني «Lightyear» الشهير بـ«باظ يطير» من إنتاج شركة ديزني باعتباره يروج لفكرة المثلية الجنسية من خلال بعض الشخصيات التي تتواجد به، فتحت الباب لاستعادة قرارات منع الأعمال الفنية والتي تعرض المثلية ضمن أحداثها من لجنة الرقابة على المصنفات الفنية بمصر.
لم تكن تلك الواقعة هي الأولى من نوعها، إذ سبق هذا منع الجزء الثاني من فيلم «doctor strange» خلال شهر مايو الماضي، وفيلم «Eternals» من بطولة النجمة أنجلينا جولي خلال العام الماضي بسبب احتوائه على مشاهد قبلات صريحة لأشخاص من نفس الجنس.
واختلفت آراء النقاد بشأن قرار منع عرض مثل هذا الأفلام في دور العرض السينمائية باعتبارها غير مناسبة للعادات والتقاليد المصرية وليس فقط من الجانب الديني، فبعض النقاد رأى أن المنع ليس وسيلة ناجحة لعرقلة وصول تلك الأفلام للمشاهدين، بسبب إمكانية الاعتماد على المواقع الإلكترونية التي تسرب تلك الأفلام، بينما يعتقد نقاد آخرون أن المنع هو الوسيلة المناسبة للتعبير عن رؤية الدولة والمواطنين تجاه ظهور تلك النوعية من الأفلام لذا يجب أن تحترم الشركات المنتجة لها اختلاف العادات والثقافات.
ماجدة خير الله: المنع أسهل وسيلة لكنها ليست مؤثرة
الناقدة ماجدة خير الله، أكدت لـ«»، أنها من الرافضين لاستخدام آلية منع الأفلام التي تناقش فكرة المثلية الجنسية، إذ أن الفكر يواجه بالفكر وليس بالمنع: «لن يساهم ذلك في تقليل نسبة المثلية الجنسية أو منع انتشارها بالمجتمع، فلو فكرنا بهذه الطريقة إذا لابد من منع الأفلام التي تعرض قضايا القتل، لأن ذلك يساهم في انتشار القتل بالمجتمع، كما أن القتل أيضا يعتبر خطيئة في كل الأديان السماوية».
واعتبرت «ماجدة» أن أسلوب المنع قد يدفع الناس إلى الإلحاح في البحث عن الفيلم لمشاهدته مما يعد ترويجا للعمل: «للأسف هناك طرق غير شرعية وسهلة لمشاهدة الأفلام أبسطها هي المواقع التي تُسرب تلك الأفلام، أو حتى الاشتراك في منصات رقمية لمشاهدتها، فالمنع يعد أسهل الطرق وأهونها لمواجهة انتشار أفكار المثلية، فالحل الحقيقي هو إتاحة تلك النوعية من الأفلام مع نشر حملات توعية ووعي بما تقدمه وتفنيد تلك الأفكار».
رسالة لديزني برفض كل ما يتعارض مع القيم
من ناحيته، اعتبر الناقد الفني نادر عدلي أن منع تلك الأفلام أفضل وسيلة لمقاومة انتشار مثل تلك الأفكار باعتبارها غير مناسبة للعادات والتقاليد المصرية، خصوصا بعد إعلان شركة ديزني بشكل صريح أنها ستجعل نحو 50% من شخصيات أفلامها الكارتونية مثلية الجنس بنهاية هذا العام: «ديزني هي المالكة لشركة مارفل أيضا صاحبة الأفلام التي سبق وتم منعها، فهناك إصرار من جانبها على تجاهل عادات وقيم البلاد التي تعرض أفلامها فأقل شيء يحدث هو منع عرض تلك الأفلام أو على الأقل تعديلها بما يناسب عاداتنا وتقاليدنا»
ويرى «نادر» أن المنع هو رسالة صريحة لشركة ديزني أن هناك رفض قاطع لفرض أفكار المثلية على المجتمع المصري والعربي: «الساخر من فكرة المنع لا يفهم أن شركة ديزنى على الأقل ستهتم بانخفاض نسب إيرادات افلامها في الدول العربية التي منعت تلك الأفلام، كما أن المنع ليس فقط لأنه المثلية تتعارض مع الدين الإسلامي، لأن كل الأديان سواء مسيحية أو يهودية تجرم مثل هذا الفعل، لكن المنع هدفه الأساسي هو احترام عادات وقيم كل بلد، فإذا كان هناك في الولايات المتحدة أشخاص يعارضون المثلية حتى الرئيس الأمريكى نفسه دونالد ترامب كان ضدها، فلماذا نحن المصريون علينا أن نقبل المثلية؟، فالمنع هو الفعل الصحيح».