مدخل ضيق جدًا، بباب حديدي يملؤه الصدأ، يأخذك لفناء صغير يتساقط من سقفه خيوط العنكبوت، بتشققات وبقايا طلاء للحوائط، وبعدها بمسافة صغيرة سلم يأخذك إلى شقة صغيرة على الجانب الأيمن بالدور الرابع، تعيش فيه الفتاة العشرينية آية، رفقة والدتها المريضة وثلاثة أشقاء من الذكور.
شقة صغيرة في أحد شوارع حلوان، افترشت آية غريب صاحبة الـ20 عامًا إحدى غرفها، عاجزة عن الحركة تمامًا وتعاني من كسر في قدميها بعد أن سقطت من الدور الثاني، في محاولة منها للهروب من بطش زوجها الذي اعتاد أن يغلق أبواب شقة الزوجية تاركها محبوسة داخل جدرانها: «من وقت ما اتجوزت وجوزي دايمًا بيقفل عليا باب الشقة وبيسيبني محبوسة جوة»، بحسب حديث «آية».
الأم تعاني من زيادة كهرباء المخ
منذ أن تركت الفتاة العشرينية بيت زوجها وانتقلت إلى العيش في منزل والدتها، يتكفل شقيقها زياد صاحب الـ18 عامًا بالإنفاق على المنزل، والمكون من ثلاثة أشقاء، وأم تعاني من الزيادة في كهرباء المخ، وابنتين للشقيقة الكبرى «آية»، هما: وعد عام ونصف، وملك 5 أشهر، وذلك من خلال «نصبة شاي» افترشها على أحد الأرصفة القريبة من المنزل.
«ظروفنا صعبة أوي، وأمي مريضة ساعات بنلاقيلها الدوا وساعات لا، ومعندناش لا بوتاجاز ولا تلاجة ولا مروحة»، قالتها «آية» وهي تجلس على فراش قديم داخل غرفة صغيرة ممتلة بالكراكيب، وشرفة الغرفة مغلقة بملاءة، ومروحة معلقة في السقف تدور لكنها لا تأتي بهواء يخفف وطأة الحرارة: «أخويا بيصرف من عربية الشاي يادوب بتكفي مصاريف الأكل ومالناش مصدر رزق غير كدا، ونفسي في معاش لأمي نقدر نصرف منه».
الديون تلاحق الأسرة
تعاني الأم الخمسينية من زيادة الكهرباء في المخ، تفقدها صوابها أحيانًا بعد أن تتعرض لنوبات من الصرع، تقول آية: «أمي كل شوية بتتعب ومبتلاقيش تجيب العلاج وممكن تقعد في غيبوبة 24 ساعة ومبتعرفش لا تطبخ ولا تغسل وأنا اللي كنت شايلة البيت: «أنا يتيمة الأب والدنيا هنا مع أهلي بايظة، مفيش تلاجة والبوتاجاز بايظ لو شغلوه ممكن يضرب فيهم بسبب إن فيه حاجات من جوة مكسورة والجو حر ومفيش مروحة شغالة».
بدأ الشقيق الأصغر زياد، صاحب الـ18 عامًا، تلاحقه الديون بعد أن أصبح العائل الوحيد للأسرة، وتقول الفتاة العشرينية: «الديون زادت على أخويا وعلينا بعد ما بدأ يستلف عشان المصاريف مبتكفيش الأكل والشرب وعلاج أمي».