| أستاذ جامعي يوزع المياه على طلابه داخل لجان الامتحانات: «زي ولادي»

درجات الحرارة التي تجاوزت 45 درجة مئوية لأول مرة خلال هذا العام، دفعت الدكتور محمد صلاح عضو هيئة التدريس بجامعة بنها، إلى توزيع المياه المعدنية المثلجة على الطلاب داخل لجان الامتحان، ليروي عطشهم خاصة في فصل الصيف، إذ جعل من عمله مصدرًا لمساعدة الناس منتظرًا الأجر والثواب من الله.

الدكتور محمد صلاح يوزع 4 كراتين مياه على الطلاب

يوم السبت الماضي الموافق 11 يونيو 2022، وتحديدًا في تمام الساعة 2:25 ظهرًا، وداخل إحدى لجنان امتحانات كلية العلوم بجامعة بنها، قرر الدكتور محمد صلاح، أستاذ الكيمياء الحيوية توزيع المياه المثلجة على طلابه خاصة مع درجات الحرارة المرتفعة التي سيطرت على أجواء هذا اليوم، ووصلت إلى ذروتها وقت الظهيرة، وقال أستاذ الكيمياء لـ«»: «الجو كان صعب جدًا، وأنا نفسي كنت واقف مش قادر أتنفس، لأن طبعًا العدد كبير جوة قاعة الامتحان والشمس ضاربة في الحيطان، فمكنتش هطلع أجيب لنفسي ميه، وقولت لأ الطلبة اللي عندي قبلي».

كانت النية مُبيتة لدى الدكتور «صلاح»، صاحب الـ49 عامًا، منذ ليلة الامتحان، بعد تحذيرات الأرصاد الجوية من ارتفاع درجات الحرارة هذا اليوم، ولدى بدء اللجان اختار الدكتور الأربعيني أن يوزع المياه بنفسه على الطلاب دون الاستعانة بأي من العاملين في الكلية: «أنا عديت على سوبر ماركت الصبح وأنا جاي وطلبت منه يحط ميه تسقع على أد ما التلاجة تشيل، عشان أخدهم أوزعهم على الطلاب مع بداية اللجنة بنفسي وآثرت أن يكون خادم القوم سيّدهم».

كانت مبادرة الأستاذ الجامعي طمعًا في الثواب من الله وابتغاء مرضاته: «أنا ابني لما كان في الثانوية العامة كنت بحطله 3 زجاجات ميه في الفريزر يتجمدوا عشان ياخدهم معاه»، مضيفًا أنّ سُقيا الماء تعتبر من أفضل الصدقات وأن أساتذة الجامعة لابد أن يكونوا قدوة لطلابهم حتى وإن لم يكونوا أهل للمهنة، بحسب الدكتور محمد صلاح.

الدكتور محمد صلاح يندهش من ردود الأفعال

«لما كانو بيستدعوني في لجنة تانية، كنت باخد معايا كرتونة المياه، أجاوب على استفسار الطلبة وأديله إزازة ميه»، قالها الأستاذ الجامعي الذي أكد أنّه دائم الحرص على أن يكون عونًا للطلبة منذ بداية العام الدراسي، إذ لم تكن مبادرة توزيع المياه بالمجان هي أول مبادراته في الخير، ولكن أيضًا مع ظروف الغلاء قرر أن يهادي طلابه بكتاب المقرر الجامعي بالمجان: «قلتلهم لو سمحتوا متشتروش أي مصدر لمقرري من أي مكان، وأنا وعدتكم من أول محاضرة إن كتابي ده مجاني وهدية من أب لأولاده».

اندهش الدكتور الأربعيني من ردود الأفعال بعد تداول الصور عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أنّها تصرفات طبيعية من المفترض أن تصدر من أي إنسان بداخله قدر من الرحمة: «أنا استغربت من ردود الفعل عشان كل دي حاجات طبيعية، إيه الغريب في كدا، ومحدش عارف إيه اللي بينجّي وإيه اللي بيدخل الجنة، أنا دايمًا حاطط ربنا قدامي وعارف إنه شايفني وسامعني»، بحسب الدكتور «صلاح» الذي يمتلك من الأبناء ثلاثة هم: سهيلة تدرس في كلية العلاج الطبيعي، وأحمد يدرس في كلية الطب، وچنا في المرحلة الإعدادية.