قرية بسيطة تشبه العديد من المناطق الريفية كان لها تأثير بالغ في حياة الشيخ محمد متولي الشعراوي، إمام الداعاة، والذي وصفها جغرافيا بأنها: «شبه جزيرة يحدها غربا النيل وشرقا ترعة الرياح التوفيقي، ملتقيان معا لبناء مدد لترعة المنصورية شمالا»، يميزها المساحات الخضراء وأهل الريف البسطاء.
كيف رأى الشعراوي بلدته دقادوس؟
تلك القرية المؤثرة في حياة إمام الدعاة، هي «دقادوس» التابعة لمركز ومدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، والتي تفنن «الشعراوي»،÷ الذي يحل ذكرى رحيله اليوم، في وصفها، قائلا عنها خلال إحدى حلقاته في برنامج «لقاء الإيمان» مع الإعلامي فوزي ناصف: «وكأن بلدنا شبه جزيرة متمتعة بالبحر رياحا ونيلا.. بلدة فقيرة».
تعلق كبير منذ الطفولة بالبلدة الصغيرة، إذ ارتبط بالشعراوي حتى أنه كاد أن يفقد بصره حتى لا يتركها عند إصرار والده لإلحاقه بالمعهد الديني في مدينة الزقازيق إذ أحب الزراعة، متذكرا إمام الدعاة: «أنا كنت فلاح.. عندنا الحصان والتبن ومبسوطين وأبائنا يسيبوا لينا حاجات زي أشجار المشمش.. وعايشين مبسوط بده».
لكن تفاصيل الحياة البسيطة المقربة إلى قلب الشعراوي في صغره لم يكن ما خطط والده له؛ إذ رغب رؤيته عالما بالأزهر الشريف، متذكرا إمام الدعاة «أبويا حب يوديني الزقازيق.. عصيت أنا عايز أكمل في الغيط فجبت شطة وأحطها في عيني».
خطة الشعراوي للاستمرار في دقادوس
خطة الشعراوي التي كادت أن يفقد بصره بسببها جاءت بمجرد علمه العرض للكشف الطبي، إذ فكر في وضع الفلفل الحار بعينيه حتى لا يتم قبوله: «كنت بجيب الشطة وأحطها في عيني وتورم وبعد ساعة تكون كويسة.. وسافرت لقتهم بياخدوا العمي كنت هخسر عيني.. وفي النهاية ربنا حبب ليا العلم».
وكان يطلق على «دقادوس»، قسم ثان ميت غمر حتى ضُمت حديثا للمدينة؛ وعرفت بهذا الاسم بحسب الروايات المتداولة بين أهلها نسبة إلى الإمبراطور الروماني دقلديانوس، الذي كان له فيها قصر غير متواجد عنه أي شيء حاليا.