تفسير حديث ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة

جدول المحتويات

تفسير حديث ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة أحد الأحاديث الصحيحة الواردة في السنّة النبوية الشريفة، والذي يستدل فيه علماء الدين الإسلاميّ لبيان الأمور التي فيها قوامة للرجل على النساء، فقد منح الله للرجل حق القوامة على النساء في الكثير من مجالات الحياة منها الإنفاق والقضاء والإمامة وغيرها، ومن هذا المنطلق وعبر موقع سوف نرفق كل ما يخص هذا الحديث من معلومات بصورةٍ مفصّلة.

ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة

إن حديث لن يُفلِحَ قومٌ ولَّوا أمرَهمُ امرأةً من الأحاديث التي رويت مطولاً ومختصراً أيضًا، لذلك ورد بأكثر من صيغة، ولكن كل هذه الصيغ رواها الصحابيّ الجليل أبو بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه، ويروي النبيّ في الحديث عن إكراه تولية المرأة على القوم، وفيما يلي نذكر نص الحديث: “لن يُفلِحَ قومٌ ولَّوا أمرَهمُ امرأةً”، أخرجه البخاريّ [1]

شاهد أيضًا: شرح حديث من غسل واغتسل وبكر وابتكر ومشى ولم يركب

صحة حديث ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة

إن حديثَ لن يُفلِحَ قومٌ ولَّوا أمرَهمُ امرأةً هو حديث صحيح، ودليل صحة هذا الحديث أن مخرجه البخاريّ، وقد أخرجه في صحيحه (4425)، ولم يضع البخاريّ في صحيحه إلا الأحاديث الصحيحة، والراوي أبو بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه، ومصدره مختصر المقاصد أما عن المحدث فيه فهو الزرقاني ورقم الصفحة أو الرقم 813، وهذا الحديث يروي فيه النبيّ إكراه توليّ المرأة الحكم على القوم.

شاهد أيضًا: شرح حديث أثقل الصلاة على المنافقين

تفسير حديث ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة

إن الله سبحانه وتعالى خالق البشر والإنس والجن وسائر المخلوقات، وقد خلق الله البشر رجالاً ونساء، وجعل النسوة مختلفات بطبيعتهن عن الرجال، وفي الكثير من المجالات جعل الله للرجال حق القوامة على النساء، وهذا تبعاً لطبيعتها الخاصة، وفي الحديث الشريف هذا يرزيّ الصحابيّ أبو بَكْرةَ نُفَيعُ بنُ الحارِثِ رَضيَ اللهُ عنه بأنه سَمِعَ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلمةٌ نفعهُ الله بها، أولهما عدم دخوله الفتنة التي حدثت أيام وقعة الجمل التي حدثت بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان، لأنه كان سيلتحق بهم لكن الله هداه إلى الصواب، والثانية عند سماع الأعراب والنبيّ بينهم أن بنت الملك كِسرى قد نُصّبت ملكةٌ عليهم فقال النبيّ:«لَنْ :يُفلِحَ قَومٌ وَلَّوْا أمرَهمُ امْرأةً»، أي لن يفوزوا لأنهم نصبوا امرأة على القوم، والمرأة عورة ولا تصح لذلك، فليس لها تولي القضاء أو الإمامة، وقد بشّر النبيّ الفرس في الحديث عن خسارتهم لاتخاذهم في الحكم امرأة.

شاهد أيضًا: حديث سبعة يظلهم الله في ظله وتفسيره

ألفاظ حديث ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة

ورد حديثُ لن يُفلِحَ قومٌ ولَّوا أمرَهمُ امرأةً بأكثر من لفظ، فمنها ما كان مطولاً، ومنها ما كان مختصر، وكل الألفاظ الواردة صحيحة وراويها هو الصحابيّ الجليل أبو بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه، وفيما يلي هذه الألفاظ:

  • “عصمني اللهُ بشيءٍ سمِعتُه من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لمَّا هلك كسرَى ، قال : من استخلفوا ؟ قالوا : ابنتَه ، قال : لن يُفلِحَ قومٌ ولَّوْا أمرَهم امرأةٌ”.[2]
  • “عصَمَني اللهُ بشَيءٍ سمِعْتُه من رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمَّا هلَكَ كِسْرى، قالَ: «مَنِ استَخْلَفوا؟» قالوا: ابنَتَه، قالَ: فقالَ: «لن يُفلِحَ قَومٌ ولَّوْا أمْرَهمُ امْرأةً»، قالَ: فلمَّا قدِمَتْ عائشةُ ذكَرْتُ قَولَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فعَصَمَني اللهُ به”.[3]
  • “لقَدْ نَفَعَنِي اللَّهُ بكَلِمَةٍ سَمِعْتُها مِن رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أيَّامَ الجَمَلِ، بَعْدَما كِدْتُ أنْ ألْحَقَ بأَصْحابِ الجَمَلِ فَأُقاتِلَ معهُمْ؛ قالَ: لَمَّا بَلَغَ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ أهْلَ فارِسَ قدْ مَلَّكُوا عليهم بنْتَ كِسْرَى، قالَ: لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ ولَّوْا أمْرَهُمُ امْرَأَةً”.[4]

شاهد أيضًا: من أكثر من روى الحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام

وبهذا القدر من المعلومات سوف ننهي هذا المقال الذي كان يحمل عنوان تفسير حديث ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة، وقد ذكرنا في سطوره كل ما يخص هذا الحديث من معلومات بصورة مفصّلة.

المراجع

  1. ^
    مختصر المقاصد , الزرقاني ، أبو بكرة نفيع بن الحارث ، 813 ، صحيح
  2. ^
    الأحكام الصغرى , عبد الحق الإشبيلي ، أبو بكرة نفيع بن الحارث ، 482 ، [أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد] 
  3. ^
    المستدرك على الصحيحين , الحاكم ، أبو بكرة ، 4667 ، صحيح على شرط الشيخين
  4. ^
    صحيح البخاري , البخاري ، أبو بكرة نفيع بن الحارث ، 4425 ، [صحيح]