حكم الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام

جدول المحتويات

حكم الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام، فالحلفان بالله تعالى هو اليمين المنعقدة عند أهل العلم، وذلك في المذاهب الفقهية الأربعة وفق ما ورد من الأدلة على ذلك، وقد ورد عنهم تفصل أيضاً في الحلفان بالأشياء والأسماء المقدسة في الإسلام، كما هو الحال مع اسم النبي عليه الصلاة والسلام الذي ورد فيه خلاف بين أهل العلم، وفي مقالنا هذا عبر موقع سوف نتعرف على حكم هذه المسألة الشرعية في أقوال العلماء والمذاهب الفقهية الأربعة.

حكم الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام

لا يجوز الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام وهذا المتفق عليه بين أهل العلم ولا جدال فيه سوى خلاف عند بعض جمهور الحنابلة، بينما اتفق العلماء أن كل يمين بغير الله تعالى لا يعتبر منعقداً، ويعتبر أيضاً من أنواع الشرك، فالحلفان بغير الله تعالى له نوعان من الشرك، فمن حلف بغير الله بمجرد اللفظ دون قصد التعظيم، فهذا من الشرك الأصغر، وأما الشرك الأكبر يقع عندما يكون الحالف مقتنعاً في قلبه، أن الحلفان بهذا الشخص من دون الله هو حلفان تعظيم له وإقامته مقام الله عز وجل، أو أنه يجوز أن يعبد معه والعياذ بالله، ولهذا نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الحلفان بغير الله تعالى، وخاصة أن العادة الجاهلية كانت عن العرب أن يحلفوا بآبائهم، والله أعلم.[1][2]

شاهد أيضًا: حكم قول ماشاء الله وشئت

الحلف بالنبي عند الحنابلة

يجوز الحلف بالنبي عند بعض جمهور الحنابلة في حين ذهب البعض الآخر إلى أنه لا يجوز الحلفان بسائر الأنبياء، ومن أقوال علماء مذهب الفقه الحنبلي، نذكر قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن هذه المسألة: “وإيجاب الكفارة بالحلف بمخلوق، وإن كان نبيا قول ضعيف في الغاية، مخالف للأصول والنصوص”، وهذا ما يتماشى مع الراجح المتفق عليه في غالب الأقوال، وهو حرمانية الحلفان بغير الله تعالى ولا حتى بالنبي عليه الصلاة والسلام وإن علا شأنه، فهو كان الأحرص على عدم الاقتراب من شبهة الشرك بالله عز وجل في أي شكل من أشكالها.[2]

شاهد أيضًا: ما هي اليمين الغموس ؟ وهل لها كفارة؟

حكم الحلف بالنبي في المذاهب الأربعة

هناك قولان في حكم الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام عند المذاهب الأربعة، وأحدهما ضعيف للغاية، وفي تفصيل ذلك ما يلي:[2]

  • القول الأول: وهو القول الذي يأخذ به أهل العلم نحو الشافعية والمالكية والحنفية وأحد قولي الحنابلة، وفيه نهي تام عن الخلفان بغير الله تعالى، سواء بالنبي عليه الصلاة والسلام أو أي من الأنبياء، وحتى الأماكن المقدسة بالإسلام مثل الكعبة المشرفة وغيرها.
  • القول الثاني: وهو أحد قولي جمهور الحنابلة، فمنهم من أجاز ذلك، ومنهم من نهى عنه، والذين نهوا عنه أثبتوا مدى ضعف هذا القول ومخالفته للأصول الدينية والنصوص الشرعية.

شاهد أيضًا: ما هي كفارة الحلف بغير الله

حكم الحلف بغير الله

لا يجوز الحلف بغير الله تعالى أيا كانت درجته في الإسلام، وحتى لو كان النبي عليه الصلاة والسلام هو المحلوف به، وهذا منهي عنه بإجماع أهل العلم، وهناك عدة أحاديث نبوية ذكرت في هذه المسألة الشرعية، ومن ذلك نذكر ما ورد في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قوله: “أنَّهُ أدْرَكَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ في رَكْبٍ وهو يَحْلِفُ بأَبِيهِ، فَنَادَاهُمْ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ألَا إنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أنْ تَحْلِفُوا بآبَائِكُمْ، فمَن كانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ باللَّهِ، وإلَّا فَلْيَصْمُتْ”[3]، ودائرة الحلفان بغير الله تعالى كبيرة للغاية، وتشمل كل ما هو مخلوق، سواء كان من ذوات الأرواح، مثل الأنبياء والصالحين وآل بيت النبي عليه الصلاة والسلام وغيرهم، أو غير ذوات الأرواح مثل الأماكن المقدسة الخاصة بالمسلمين وكل ما يقع في بابها، والله أعلم.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان حكم الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة الشرعية في أقوال العلماء، كما تعرفنا على حكمها في المذاهب الفقهية الأربعة، وما هو حكم الحلفان بغير الله تعالى.

المراجع

  1. ^
    binbaz.org.sa , حكم الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام , 18/06/2022
  2. ^
    islamweb.net , حكم الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم , 18/06/2022
  3. ^
    صحيح البخاري , عبدالله بن عمر، البخاري، 6108، صحيح