في طرقات مستشفى 57357، يتجول الدكتور كريم ناصر، صيدلي، يوميا، متابعا الأطفال المرضى، ومراقبا أحلامهم وآلامهم في آن واحد، فعمله داخل وحدة علاج اليوم الواحد، ساعده على اكتشاف الكثير من الأطفال الموهوبين في مجالي التمثيل والغناء.
يحكى الشاب العشريني، أنه جاء من المنصورة للعمل بالمستشفى عام 2017، وبدأ رويداً رويداً يقترب من الصغار ويشاركهم أحلامهم ويدعمهم لتجاوز آلامهم، مؤكداً أنهم يقضون معظم وقتهم في تناول جرعات العلاج التي تمتد إلى 6 ساعات، فقرر أن يستغل موهبته في الإخراج والمونتاج لرسم البسمة على وجوه هؤلاء المحاربين الصغار، من خلال إنتاج محتوى خاصة بهم للتعبير عن مواهبهم المختلفة ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
«كريم»: الطريقة الجديدة بتساعد الأطفال
يقول صاحب الـ27 عاماً، إن هذا النشاط ساعد الأطفال على رفع روحهم المعنوية؛ التي تسهم بشكل كبير في زيادة نسب شفائهم، مؤكداً أنهم يستحقون كل الدعم والمساندة خلال رحلة علاجهم الشاقة، خاصة بعد علمه بأنهم يصورون مقاطع لأنفسهم فقط دون نشرها لأنهم يخشون ردود فعل الجمهور بسبب تغير ملامحهم، كما أنهم لا يريدون أن يروا التعاطف في عيون أحد، حسب تعبيرهم.
لم ينس «ناصر» نظرة الطفل الذى وصل إلى أسوأ حالاته النفسية؛ بسبب مكوثه في المستشفى وتلقيه العلاج لمدة زادت على شهر كامل، حين نشر له محتوى خاص به على مواقع التواصل الاجتماعي، وحظى بعدد كبير من المشاهدات، فهرول إليه ليشاركه تلك اللحظة: «الولد فرح جداً ووالدته قالت لى إن دى الحاجة الوحيدة اللى فرقت معاه شهر ونص من علاجه».
يضيف أن المجيء إلى المستشفى أصبح أخف وطئاً على الأطفال لأنهم وجدوا فيها شيئاً آخر غير العلاج والألم: «لقوا حاجات بيحبوها وناس بتحبهم وده مخليني متحمس أكمل»، مشيراً إلى أنه يناقش الآن مع إدارة المستشفى فكرة إنتاج برامج تظهر مواهب الأطفال المرضى؛ متمنياً تبنى القنوات الإعلامية فكرة إنتاج برامج لإظهار مواهبهم لمساعدتهم على التعافي سريعاً.
محارب سرطان يكشف مميزات طريقة «كريم» في العلاج
من بين المحاربين الموهوبين محمد عبدالعزيز، صاحب الـ18 عاماً، مؤكداً أن ما فعله الدكتور كريم معهم، جعلهم يحبون زيارة المستشفى بعكس الماضي: «كنا بنحس إننا داخلين السجن برجلينا لكن دلوقتي اتعرفنا على ناس جديدة وبدأنا نكتشف مواهبنا ونلعب مش بس رايحين نتعالج بالجرعات».
اكتشف «محمد»، موهبته في التمثيل، بعد أن ظهر في عدة مقاطع فيديو وهو يتقن فن التقليد والأداء، مشيراً إلى أنه يتمنى أن يصبح ممثلاً مشهوراً وأن يشارك في الأعمال الفنية ويتعرف عليه الجمهور: «نفسى أنمى موهبتي لأنها من الحاجات اللي بتهون عليا كتير وبتخلي عندي أمل في الحياة وإني أقدر أنجح»، لافتا إلى أنه في مرحلة الثانوية العامة ويتمنى أن يلتحق بكلية الحاسبات والمعلومات للعمل في مجال البرمجة.