لم يعطل عقاب قانون البيئة ولا تفشي مرض جدري القرود بين البشر في عدد من الدول، مؤخرا، حركة بيع وشراء القرود في مصر، ولا تزال تجارة هذه الكائنات موجودة عبر منصات الإنترنت، وبإمكان أي شخص أن يشتريها ويبيعها بضغطة زر بسيطة، رغم انتشار هذا المرض الغامض وتجريم القانون لهذه التجارة من بابها.
منصات عديدة عبر الإنترنت تتوفر عليها قردة ونسانيس من مختلف الأنواع للبيع، ومنهم منصة شهيرة للبيع والشراء في مصر، فصار الأمر أسهل كثيرا من السابق، لا يحتاج من يرغب في امتلاك قرد أو نسناس للذهاب إلى محل أو تاجر، فقط يمكنه أن يشتري ما يحلو له من الإنترنت.
قرود للبيع عبر الإنترنت في مصر سعرها يصل لـ20 ألف جنيه
أنواع عديدة معروضة للبيع عبر تلك المنصة الشهيرة، وبمبالغ متفاوتة، تبدأ من 1000 جنيه وتصل إلى 20 ألف جنيه تقريبا، كل منهم على حسب النوع والمواصفات والتفاهم بين البائع والمشتري.
نسنانيس عبلنج الأكثر عرضا للبيع عبر الإنترنت
عبر المنصة الشهيرة، يمكن لأي شخص أن يعرض بضاعة يريد أن يبيعها، ومن ضمن البضائع المعروضة بكثرة القرود والنسانيس، على سبيل المثال يعرض عدد كبير من التجار نسانيس من نوع اسمه «عبلنج»، هذا النوع يمتلك وجوهاً سمراء اللون وأهداب لونها أبيض من الشعر الذي يكون في الغالب رمادي، ويصل طولها إلى 60 سم.
هذا النوع الذي يعتبر أكثر الأنواع المعروضة للبيع انتشارا عبر منصات الإنترنت في مصر، يبدأ سعره من 3500 جنيه، يعرضه أحدهم للبيع ويكتب في وصفه «نسناس ذكر عبلنجى عمر سنة»، وهناك شخص آخر يعرض نفس النوع للبيع مقابل 4000 جنيه، دون توضيح أي وصف سوى أنه ذكر.
أنواع مختلفة من القرود للبيع عبر الأسواق الإلكترونية
وهناك ثالث يعرض نسناسا من نفس النوع أيضا ولكن مقابل 7000 جنيه دون توضيح أي وصف أو تفاصيل، ورابع يطلب مشتري لنسناس اسمه «سكر» مدرب جيدا.
الأنواع المعروضة للبيع متنوعة عبر منصات الإنترنت في مصر، ولكن «عبلنج» أكثرها انتشارا تقريبا، ومع ذلك هناك أنواع أخرى مثل البتس الأحمر والبابونج، وغيرها من الأنوع.
الباحثون عن القرود يقصدون الإنترنت لشرائها
غير البائعين، يدخل الكثير من الأشخاص عبر هذه المنصات لطلب الشراء، وبحث كثيرون عن القرود بالذات، فمثلا من ضمن الباحثين عن قرد يشتريه، شخص كتب عبر المنصة الشهيرة «محتاج نسناس ضروري ومش مهم السعر».
القانون يمنع بيع وشراء القرود في مصر ويعاقب المخالف
الدكتور أيمن حمادة، رئيس الإدارة المركزية للتنوع البيولوجي بوزارة البيئة، يقول في تصريحات لـ«» إن القانون يمنع تجارة الحيوانات البرية المعرضة للانقراض بهدف المحافظة عليها وإبقائها في بيئتها الطبيعية، ونلك الحيوانات هي الأسود والنمور والثعالب والغزلان والقرود وبَبْغاوات الأمازون النادرة، فكل تلك الأنواع بموجب قوانين دولية عديدة يُحظر التجارة فيها بهدف المحافظة على الحياة البرية والتنوع البيولوجي.
قانون البيئة رقم 4 الصادر عام 1994 والذي عُدل بقانون رقم 9 عام 2009 وأيضا قانون رقم 105 عام 2015، فإنه من المحظور بيع الحيوانات البرية عموما، ومن ضمنها القرود، وكل من يخالف يُعاقب بالحبس والغرامة بميلغ لا يقل عن 5 آلاف جنيه ولا يزيد عن 50 ألف جنيه، أو بإحدى العقوبتين، وفي جميع الأحوال يجب الحكم بمصادرة القرد.
جدري القرود لم ينجح في كبح جماح تجارة القرود
غير القانون، الذي يخالفه عدد كبير ويجب معاقبتهم جميعا، ظهر خطر جديد غير تهديد الحياة البرية يمكن أن يمثل خطورة على البشر كلهم، وهو مرض جدري القرود الذي ظهر في مستعمرات القرود قبل سنوات طويلة وعاد يتفشى من جديد في عدد من الدول بداية من العام الجاري، في أفريقيا وخارجها، إذ رُصد في القارة السمراء فقط 1597 حالة اشتباه بجدري القرود منذ بداية العام، توفي منها 66 حالة.