داعش ينتعش عبر مجازر الساحل الإفريقي

أكدت سلسلة غير مسبوقة من المجازر بحق المدنيين في الساحل الإفريقي، توسع الجهاديين المرتبطين بتنظيم داعش هناك، لاغين بذلك اعتقادا بأن وجودهم تقلص، ومؤكدين على حضورهم.

من جهته، صرح الباحث الفرنسي المتخصص في المنطقة ماتيو بيليران أنه «على الرغم من القضاء على القادة الرئيسيين للمنظمة أو اعتقالهم، وبقدر ما تكون الأرض التي تنشط فيها الجماعة محدودة، بقدر ما تعرض نفسها للخطر لذلك يرتبط بقاؤها بتوسعها».

وقال عضو مجلس محلي مالي طالبا عدم كشف هويته لأسباب أمنية «من غورما المالية على الحدود بين مالي والنيجر إلى أودالان (شمال بوركينا فاسو) إنهم هنا ويتمددون».

مجازر

رُصد أثر تنظيم داعش في الصحراء الكبرى على بعد مئات الكيلومترات عن أندريامبوكاني (مالي، على الحدود مع النيجر) في معارك ضد الجنود الماليين ومجموعات مسلحة موالية للحكومة، وفي 11 و12 يونيو في سيتانغا (شمال بوركينا فاسو)، حيث قتل 86 مدنيا في مجزرة لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها.

كما رصد في منتصف يونيو في تيسيت (مالي) في اشتباكات مع القاعدة تحدثت عنها مصادر محلية.

وقال بيليران «نعم المجموعة قادرة على العمل على هذه الجبهات الثلاث في وقت واحد».

وقال تحالف لمنظمات غير حكومية في غرب إفريقيا في تقرير نُشر الخميس إن عدد المدنيين الذين قتلوا في هجمات نسبت إلى جماعات متطرفة تضاعف تقريبًا منذ 2020 في وسط منطقة الساحل.

و قبل سايتينغا وقعت مذابح – معظمها لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها – في تامالات (مالي حوالي مئة قتيل في آمارس 2022) وواتاغونا (مالي، نحو خمسين قتيلا في أغسطس 2021) وتيليا (النيجر، 141 قتيلًا في مارس 2021). وتقع كل هذه البلدات على الحدود.

وصرح رئيس النيجر محمد بازوم في منتصف مايو إن المنطقة «تخضع لسيطرة داعش في الصحراء الكبرى».

وقال الأستاذ في جامعة نيامي أمادو باونتي إن تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى «انتعش».

وأضاف أن هذا التنظيم «برهن دائمًا على أن الوحشية والعنف في موروثاته».

ويعاقب التنظيم القرى التي يتهمها بالتعاون مع أعدائه.

وقال إبراهيم يحيى إبراهيم من مجموعة الأزمات الدولية إن التنظيم «وسّع تعريفه للردة ليشمل تقريبا أي شخص يختلف معه».