في يوم الامتحان الأخير لطلاب الفرقة الرابعة بالمعهد العالي للإعلام بمدينة 6 أكتوبر، لم يخرجوا للاحتفاء بانتهاء 16 عامًا من التعليم، ولكن اهتمامهم كان بأحد أساتذتهم من شدة حبهم له، لذا قرروا الاحتفال مع الدكتور مصطفى محمود، المدرس المساعد بقسم الإذاعة والتليفزيون، وتكريمه نظرًا لمجهوده الضخم الذي بذله لأجلهم على مدار 4 سنوات جمعته بهم.
يروي الدكتور «مصطفى»، في حديثه لـ «»، أنه بعد الانتهاء من عمله بالمعهد، يوم 20 من الشهر الجاري، تفاجأ بأصوات عالية لطلاب الفرقة الرابعة مجتمعين معًا، واعتقد في البداية أن السبب هو فرحة تخرجهم، حتى قابله أحد الطلاب، الذي اصطحبه معه للطابق الأول بالمبنى، ليلتقوا بآخرين ثم حملوه لأعلى محتفلين به، دون سابق معرفة منه: «لما نزلت لقيتهم متجمعين، ولقيتهم شالوني كأني عريس بيتجوز، وحسيت كأني طاير فعلاً، وبعد ما خلصنا الحركة دي بدأنا نتصور مع بعض كلنا، كل ده في 5 دقايق».
بوكيه ورد وشيكولاته وممر شرفي
اصطف الطلاب بجانب بعضهم، ليكونوا ممر شرفي يمشي فيه أستاذهم، وفي نهايته قابلته طالبة حاملة «بوكيه ورد» لونه أبيض، وشهادة تقدير، ونظر الدكتور «مصطفى» لأعلى ليجد لافتة رفعتها طالبتان، لينقلوا له تعبير جميع طلاب الفرقة عن الحب والامتنان لما فعله طوال سنوات الجامعة: «ما عرفش بجد كل ده عشان إيه، بس حقيقي فوجئت جدًا باللي حصل، وقعدت أحتفل معاهم ببوكيه الورد، وجابولي شيكولاتة، ولما روحت قعدت أفكر هو أنا فعلا أستاهل كل ده؟، أنا إنسان عادي مش مثالي وده واجبي ناحية الطلبة، وحاسس كمان إن مفيش إنجاز عملته أستحق عليه التكريم».
سبب تكريم الطلاب لأستاذهم
رغم انشغال الطلاب بأداء آخر امتحاناتهم، إلا أنهم استعدوا للفكرة منذ عدة أيام، إذ دشنوا جروب عبر «واتساب»، من أجل تكريم الدكتور «مصطفى»، وحين علم بالفكرة أحمد مصطفى، أحد الطلاب، قرر أن يصمم اللافتة وشهادة التقدير، وطبعها على الفور، واتفق مع زملائه على مكان التجمع لتنظيم ممر شرفي، مضيفًا خلال حديثه لـ«»: «سبب تكريم دكتور مصطفى هو تعامله معانا، عمره ما تكبر علينا ودايما بنحس إننا صحابه مش طلاب معاه، ودايمًا كنت بشوف علي ملامحه الخوف على الطلبة عكس أي دكتور تاني».