اتصال هاتفي يغير مجرى الأمور، أجراه محمد شعبان، أحد مالكي محال الهواتف المحمولة في حلوان، بالشاب العشريني محمود رافع، لإخباره بإيجاد هاتفه المحمول، الذي فقده قبل حوالي 7 أشهر، دون جدوى في العثور عليه، ليحتفي به رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع.
ويروي محمد شعبان، 38 عاما لـ«» كواليس استعادة الهاتف المحمول؛ إذ يمتلك الشاب الثلاثيني محلا لبيع وشراء وصيانة الهواتف المحمولة، ويستقبل فيه عددا كبيرا من الهواتف المسروقة بشكل مستمر: «أنا صاحب محل في حلوان وعلى طول بيجيلي ناس بموبايلات كتيرة عشان تبيعها بتكون معمولة على وضع الطيران أو الشريحة متشالة منه أو من غير كرتونة، فبعرف إنّ الزبون ده مش صاحب الموبايل، ولما بطلب منه علبة الموبايل بيجري ومبيرجعش تاني».
إعادة هاتف محمول بعد 7 أشهر
وفي أحد الأيام، استقبل ابن منطقة حلوان شابين بالمحل، في وقت متأخر من الليل، يريدان إجراء «سوفت وير» لهاتف بحوزتها، وعتد تفحصه وجد «محمد» حساب شخصي لمالكه: «سألته على رقم الموبايل اللي متسجل بيه الأكونت قالي أه رقمي بس في البيت، قلتله هبعتلك رسالة على الرقم وهات العلبة وتعالى»، بحسب ما يروي الشاب الثلاثيني.
مشادات كلامية حدثت بين «محمد» والشابين، بعدما أراد أحدهما أن يأخذ الهاتف بالقوة، وذلك عند تصميم الأول بعدم إعادته حتى يحصل على علبته للتأكد من أنّه المالك الأصلي له: «لما صممت إنهم يجيبوا العلبة والخط اللي متسجل بيه الأكونت ومرضتش أديهم الموبايل، ساعتها قالولي هو بالعافية، قلتله احسبها زي ما تحسبها، وصممت على قراري».
بعد ساعات قليلة، عاد الشابان إلى المحل الذي يمتلكه «محمد» لاستعادة الهاتف بالقوة، إلا أنّه أقدم على تهديدهم بإبلاغ الشرطة حال عدم انصرافهما، بعد أن تأكد أنّ الهاتف مسروقًا: «قلتلهم طالما مفيش علبة ومفيش رقم نفتح بيه الأكونت يبقى الموبايل ده مسروق، والموبايل هيفضل معايا، ولو ممشيتوش هبلغ الشرطة، فخافوا ومشيوا»، وفقا لـ«محمد».
نحو 7 أشهر احتفظ خلالها محمد شعبان بالهاتف المحمول في الدرج داخل المحل، بعد محاولات لإيجاد مالكه دون جدوى، وخلال اليومين الماضيين، تذكّر «محمد» الهاتف وأعاد فتحه مرة أخرى وأوصله بشبكة «الواي فاي» ليجد رقم الهاتف الخاص بمالك الموبايل: «فتحت التليفون لقيت رقم صاحب الموبايل ظهرلي على الأكونت الشخصي اللي كان على الموبايل قولت أحمدك يارب».
الهاتف يبلغ سعره 7 آلاف جنيه
وسرعان ما تواصل صاحب الـ38 عامًا برقم الهاتف الذي ظهر على الموبايل، لإخباره بأنّه عثر على هاتفه المسروق: «كلمت الولد وقلتله موبايلك عندي بقاله 7 شهور، هات العلبة بتاعته وتعالا خده وقلتله اسمي وعنوان المحل» بحسب حديث «محمد»، الذي أكد أنّ الهاتف من نوع نوت 10 pro شاومي، ويبلغ سعره نحو 7 آلاف جنيه.
«أنا لحد ما جيت هنا كنت فاكر إن الحرامي بيكلمني عشان أفتحله التليفون ويساومني على الموبايل»، بهذه الكلمات استلم الشاب العشريني هاتفه المسروق منذ 7 أشهر من داخل المحل الخاص بـ«محمد»، والذي يقول: «أنا بردو مرضتش أديله التليفون غير لما فتح التليفون قدامي، عشان دي أمانة ولو أنت صاحبه خده وامشي».
ولم تكن هذه المرة الأولى في إعادة هاتف مسروق لصاحبه، فقد نجح محمد شعبان في إعادة العديد من الهواتف المحمولة لأصحابها على مدار 20 عامًا من العمل في مجال الهواتف: «أنا بقالي 20 سنة بشتغل في بيع وشراء الموبايلات، والموبايل المسروق بعرفه أول ما يجيلي، وياما رجعت موبايلات مسروقة جوة حلوان وبرة».