اهتمام كبير أولته وسائل الإعلام التونسية قبل عدة أيام بالسباح التونسي نجيب بالهادي، صاحب الـ69 عامًا، الذي روَّج إلى أنه تمكن من قطع مسافة نحو 150 كيلو متر سباحة من شواطئ إيطاليا إلى تونس في فترة زمنية حوالي 60 ساعة، لم يتوقف فيها إلا فترات قليلة لتناول الدواء، وبذلك كسر رقما قياسيا جديدا وجرى تسجيل اسمه في موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية.
تشكيك في حقيقة إنجاز نجيب بالهادي
رغم الاحتفاء الكبير الذي أولته وسائل الإعلام والشعب التونسي بالسباح «العجوز» الذي تمكن في هذه السن ورغم بدانة جسده من قطع مسافة 150 كيلو متر في السباحة الحرة، بعدما بدأ رحلته من بانتيليريا الإيطالية وصولًا إلى ساحل ياسمين الحمامات في تونس، إلا أن بعض خبراء السباحة شككوا في صحة هذا الانجاز، من بينهم السباح الأوليمبي التونسي أسامة الملولي، الذي أكد أن هذا الانجاز غير حقيقي.
وكتب أسامة الملولي، عبر صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك»: «أكبر كذبة في تاريخ الرياضة التونسية ووصمة عار على السباحة التونسية، المهزلة الأكبر من هذا أن بوابة الوزارة تعترف بهذه المهزلة، وتشجع هذه السلوكيات وتفتح مجال إعلامي مهما لتضليل الرأي العام وألمس بجدية صعوبة تحدي بهذا الحجم»، وفقًا لموقع «العربية».
كما أضاف «الملولي»، والحاصل على 3 ميداليات أوليمبية، والفائز بذهبية أولمبياد بكين عام 2008، في تصريحات لإحدى القنوات التونسية، أن الانجاز الذي حققه نجيب بالهادي مشبوهًا، مؤكدًا أن أول تقييم للرياضي يتم من الناحية الفيزيولوجية، وأن «بالهادي» لم يحقق الشروط الفيزيولوجية المطلوبة.
رد السباح «العجوز» على الاتهامات الموجهة إليه
ووسط كل تلك الإتهامات والتشكيك، لم يقف السباح السبعيني نجيب بالهادي، مكتوف الأيدي صامت الفم، بل دافع عن إنجازه خلال حواره مع قناة «التاسعة» التونسية، موضحًا أن هدوء البحر وقت السباحة ساعده على تحقيق هذا الانجاز، كما أن هبوب الأمواج في مرحلة ثانية عزز من سرعته التي وصلت لـ7 كيلو مترات في الساعة: «للأسف هناك سوء فهم ولغط كبر في فهم طبيعة الرهاب، حيث أنني في أثناء السباحة كنت أحصل على فترات راحة على متن باخرة طبقًا لقواعد الاشتباك مع البحر».
ومع هذا التشكيك، قررت وزارة الرياضة التونسية فتح تحقيق للوقوف على صحة الأمر، رغم إشادتها بالبداية بإنجاز السباح السبعيني.