| المجرم الخفي في مقتل «نيرة» و«إيمان».. تربية سيئة وموروثات قديمة

لم يستفق متابعو الأخبار ورواد مواقع التواصل الاجتماعي من الحادث المروع الذي راحت ضحيته الطالبة نيرة أشرف، بعد ذبحها على يد زميلها في الشارع أمام سور الجامعة، حتى فوجئ الجميع بخبر دامي جديد، وهو قتل طالبة في الأردن تدعى إيمان إرشيد بعيار ناري من قبل شخص في جامعة خاصة بعمان.

وتدرس «إيمان إرشيد» في جامعة العلوم التطبيقية بحسب بيان الجامعة، الذي صدر على موقعها الرسمي في كلية «رفيدة» للتمريض، وقد كانت في السنة الأولى من دراستها، وفي طريقها للامتحان، فأطلق الجاني عليها الرصاص ثم هرب.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة لرسالة كانت موجهة إلى المجني عليها إيمان إرشيد فى الأردن تتضمن تهديدًا من الجاني بأنه سوف يقتلها إن لم تستجب لرغبته فى الحديث معها، كما قتل الشاب المصرى الطالبة نيرة أشرف، وتقول الرسالة التي تم تداولها: «بكرة رح أجي أحكي معك، وإذا ما قبلتي رح أقتلك مثل ما المصري قتل البنت اليوم».

المعتقدات والموروثات الخاطئة في تربية الرجل لها آثار سلبية على المجتمع

انتشار هذا النوع من الجرائم التي يُقدم فيها الرجل على قتل فتاة أو امرأة ترفضه اعتبرته الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، سببه الأساسي هو المعتقدات والموروثات المنتشرة في العالم العربي التي تربي الرجل على أنه الأقوى، وأن كلمته مطاعة بلا نقاش: «العالم يتطور من حولنا، وللأسف المعتقدات التربوية ما زالت لا تواكب ذلك التطور، فالرجل في عالمنا يتم تربيته على أنه في المقدمة دائمًا، وهو العقل المدبر في داخل وخارج منزله، ولا يجب مناقشته أو إقناعه بأن رأيه قد يجانبه الصواب ولو بنسبة 1%، وهو ما يجعل هناك شعورًا بالاستحقاق داخل الرجل يجعله في بعض الأحيان يلجأ للضرب والقتل كما رأينا في حادث نيرة أشرف، فالطالب الذي قتلها شهد الجيران أنه كان يضرب والدته وشقيقاته».

مشاهدة الأفلام الأجنبية والكارتون ينمي حس العنف

تربية الأطفال على مشاهدة الأفلام الأجنبية والمسلسلات الكارتونية التي تحتوي على مشاهد عنف هي سبب آخر بحسب «خضر»، التي أشارت إلى أن ذلك يجعل الطفل يعتقد أن العنف هو أمر عادي يمكن ممارسته دون اعتراض، موضحة: «هناك الكثير من الأفلام والألعاب التي تشجع على ممارسة العنف باعتباره لعبة، وحاليًا تمتلئ السينمات والمنصات الرقمية بأفلام تنتشر فيها مشاهد العنف بلا رقيب، وإذا لم يكن هناك توجيهًا من جانب الأسرة أو كان هناك إهمالًا بحجة أن الجميع يشاهد تلك الأفلام سيكبر الطفل وداخله ميل لممارسة العنف، ومع أي لحظة سانحة فسينطلق هذا الميل ليدمر ما حوله كما حدث فى ذبح نيرة وقتل إيمان ولا نعرف من قد يكون التالي».