لكن هل يمكن القول إن «مهرجانات القهوة والشوكولاتة» استغلت هذا العشق؟ يقول عبدالله عواد (اختصاصي سياحة) لـ«»: «إن ارتفاع أسعار الدخول لمعارض القهوة والشوكولاتة يعد إشكالية تواجه الزوار والسياح، وهذا يختلف عن بقية المهرجانات، إذ إن رمزية السعر ستجذب زوارا أوسع وأكثر فعالية، لكن غالبية المنظمين يعمدون إلى ديكور المكان لوجود هوس كبير في التصوير من جانب الزوار». وأشار إلى أن السوق بحاجة لتنويع المصادر وخفض الأسعار التي يرجع ارتفاعها لمحدودية المنتجات وقلة أماكن بيعها، وهذا ما يجعل الأسعار مرتفعة جدا مقارنة بسوق القهوة بدول أخرى.
وترى لطيفة الغامدي (مسؤولة علاقات عامة) أن مهرجانات القهوة والشوكولاتة اكتسبت رواجاً كبيراً في المدن السعودية منذ 3 أعوام، لارتباطها بالجوانب الترفيهية والسياحية، وانتهاء بتحسين الحالة المزاجية للزوار من خلال إغرائهم بأنواع القهوة والشوكولاتة المحلية والعالمية، إلا أن الأسعار تبقى الأكثر جدلية وعدم رضا بشكل عام عليها. وقالت لـ«»: «خلال زيارتي لهذه المهرجانات في مدينتي الرياض وجدة أستطيع أن أحدد بأن 70% من الزوار هم من محبي القهوة والشوكولاتة، ومتذوقون لها، أما البقية فتقف اهتماماتهم عند تصوير الفعاليات المصاحبة والتوثيق عبر «السناب شات»، خصوصاً الفتيات اللواتي يهتممن أكثر بديكور المكان والجو العام للفعالية».
من جهته، أوضح بشار خربط (مستشار في إدارة الحملات الإعلامية) أن معارض القهوة والشوكولاتة التي باتت تقام في كثير من مدن المملكة تعد أحد أنشطة الترويج السياحي، في ظل استقبال المملكة للزائرين من دول العالم كافة، حيث برزت فيها شابات وشباب سعوديون متخصصون في صناعة القهوة ولاقوا استحسانا كبيرا من الزوار.
وأكدت شريفة الكثيري (صاحبة مشروع شوكولاتة منزلي) شغفها الكبير في صناعة الشوكولاتة، إذ تبتكر وصفاتها الخاصة بأشكال مميزة وتعمل على ترويجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعيداً عن «بوثات» المعارض والمهرجانات لارتفاع أسعارها. ولفتت إلى أن الشوكولاتة بشكل خاص تلقى إقبالاً متزايداً في السعودية خصوصا في المواسم والمناسبات، وهو ما يحفز الأيدي السعودية الموهوبة على الدخول في هذا الاستثمار حتى لو من المنزل على حد وصفها.
وقالت الكثيري لـ«»: «واجهت معوقات وتحديات عند بداية عملي من ناحية رأس المال والتسويق، لكن بحكم الخبرة بهذا المجال أعمل حالياً على نشر اسمي بين صانعي الشوكولاتة لجذب متذوقيها وخبرائها».