| ما حكم تزيين مسرح جريمة قتل نيرة طالبة المنصورة بالورود؟

حادث مرعب شهدته أسوار جامعة المنصورة يوم الاثنين الماضي، ولا يزال الحزن يخيم على الجميع بسبب مقتل طالبة المنصورة نيرة أشرف غدرًا على يد زميلها، ليكون الحادث سببًا في تحويل الأهالي وأصدقاء الفتاة مسرح الجريمة الذي شهد وفاتها إلى مزار لترسيخ ذكراها عبر إحاطة المكان بالطوب، ونثر الورود والرسائل التذكارية والدعوات، ويتوافد عليه الجميع لقراءة الفاتحة والترحم على شهيدة الغدر.

طالبة جامعة المنصورة نيرة أشرف

وكانت الجريمة على بُعد أمتار قليلة من جامعة المنصورة، تحديدًا أمام بوابة توشكى، ولكنها تحولت إلى ذكرى تهز قلوب الجميع بعد أن حوّلها الأهالي وأبناء الجامعة بالتحديد إلى ذكرى خالدة، بعد أن أقدموا على تزيين آخر مكان تواجدت فيه نيرة أشرف بالورود والدعوات التي يراها المارة، وتدفعهم إلى التوقف دقيقة للدعاء لها وتذكرها، إذ أصبح المكان مثل القبر الرمزي لها.

وفي هذا السياق، يقول الدكتور فتحي عثمان الفقي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف لـ«»، إنّ ذلك المزار أو القبر الرمزي الذي جرى إقامته لفتاة جامعة المنصورة هو من باب البدعة ولا يجوز شرعًا، إذ إن الفتاة بعد وفاتها تُغسل وتُكفن وتُدفن في مقابر المسلمين، ويُصلى عليها: «نيرة شهيدة بإذن الله، وكل الناس تترحم عليها من أي مكان وندعو لها، لكن نخصص مكان بالورود ونسوّره فهذا ليس له أساس من الناحية الشرعية».

وأضاف عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر أنّه لم يرد شرعًا تعظيم أماكن قتل الصحابة أو الشهداء وتحويلها إلى مزارات، ولكنهم دفنوا في مقابر المسلمين، وغير ذلك مئات الحالات التي لم يرد تعظيم الأماكن التي شهدت وفاتهم، مُضيفًا: «نحتسب الفتاة شهيدة الآخرة، ولها أجر الشهادة عند الله سبحانه وتعالى، ولكن لا يجوز أن نتبع أمرًا ليس في عادات المسلمين».

ويقول الدكتور فتحي عثمان الفقي، إنّ الرسول صلَّ الله عليه وسلم أمر بإزالة المساجد المبنية على القبور وتُهدَّم كلَّها حتى تسوَّى بالأرض، وذلك حتى لا يتخذه الناس مزارًا وهو ما فيه بدعة على أمور المسلمين، واستشهد بقول الرسول، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»، ونصح بدلًا من ذلك بزيارة القبور والدعاء للمتوفين، لقول النبي صلَّ الله عليه وسلم: «كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكر بالآخرة».