تتجه الحكومة الإسرائيلية إلى تخفيف التحذير التي كانت قد أصدرته لمواطنيها من السفر إلى تركيا، قبل أكثر من أسبوعين، وذلك في ظل تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية التي تشير إلى “تراجع التهديدات الإيرانية ومساعي طهران إلى تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية على الأراضي التركية”.
جاء ذلك بحسب ما أفادت القناة 12 الإسرائيلية، مساء اليوم، الأحد. وأوضحت القناة أن تخفيف لهجة التحذير الرسمي الموجّه للمواطنين من السفر إلى تركيا عموما وإسطنبول خصوصا سيصدر خلال الأيام المقبلة عن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وأفادت بأن التحذير من السفر إلى تركيا سيتراجع إلى المستوى الثالث.
وأشارت القناة إلى أن القرار يأتي في أعقاب مداولات أمنية وسياسية لتقييم الأوضاع. وأفادت بأنه “لم يعد هناك أي خلاف بين الأجهزة على أن تحذير السفر إلى تركيا، والذي وصل إلى المستوى الرابع، يجب أن يتم تخفيفه في غضون ثلاثة أيام إلى المستوى الثالث”.
ووفقا للقناة فإن الوزراء في الحكومة الإسرائيلية تلقوا تعليمات بالتصريح لوسائل الإعلام حول هذا الشأن، والتأكيد على نية الحكومة تخفيف تحذير السفر وخفض مستوى التهديد خلال الأيام الثلاثة المقبلة في ظل “القبض على خلية إيرانية خططت لاستهداف إسرائيليين” في تركيا.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد رفعت في 13 حزيران/ يونيو الجاري، تحذير السفر إلى إسطنبول إلى أعلى مستوى، بسبب ما قالت إنه تهديد يتمثل في محاولات إيرانية لقتل أو خطف إسرائيليين يقضون عطلاتهم في تركيا.
وادعى وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، حينها، أن “جهودا كبيرة” تبذلها قوات الأمن الإسرائيلية أنقذت “أرواح إسرائيليين في الأسابيع الماضية”، وشكر الحكومة التركية على مساهمتها.
وقال مسؤولون إمنيون إسرائيليون إن أنقرة اعتقلت عددا ممن يشتبه بأنهم “عملاء” للحرس الثوري الإيراني.
ودعا لبيد الإسرائيليين “إلى عدم السفر إلى إسطنبول، وإذا لم يكن لديكم سبب ضروري، فلا تسافروا إلى تركيا. إذا كنتم بالفعل في إسطنبول، عودوا إلى إسرائيل في أقرب وقت ممكن”.
وأضاف “هذه التهديدات الإرهابية تستهدف الإسرائيليين الذين يقضون عطلات. إنهم يختارون، بطريقة عشوائية ولكن عن عمد، مواطنين إسرائيليين لاختطافهم أو قتلهم”.
وتابع “أريد، من موقعي هذا، أن أبعث برسالة إلى الإيرانيين أيضا. لن يفلت من يلحق الأذى بالإسرائيليين أيا كان من العقاب. ذراع إسرائيل الطويلة ستنالهم، بغض النظر عن مكانهم”.
ويوم الخميس الماضي، شكر لبيد، السلطات في تركيا، على “مساعدتها في إحباط مؤامرة إيرانية لاستهداف إسرائيليين في إسطنبول”، على حد زعمه، وقال إن “الجهود لا تزال جارية في هذا الصدد”. وأضاف لبيد خلال زيارة إلى تركيا أنه “تم إنقاذ أرواح مواطنين إسرائيليين في الأسابيع الأخيرة بفضل التعاون الأمني والدبلوماسي بين إسرائيل وتركيا”.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع لبيد، قال تشاووش أوغلو أيضا إن تل أبيب وأنقرة على اتصال وثيق في ما يتعلق بالتهديدات التي تمس المواطنين الإسرائيليين في تركيا، مضيفا أن أنقرة لن تسمح بوقوع هجمات إرهابية على أراضيها.
في المقابل، شددت إيران، يوم الجمعة الماضي، على أن اتهامات لبيد “سخيفة” وتهدف إلى الإضرار بالعلاقات الإيرانية – التركية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، في تغريدة على الحساب الرسمي لموقع الوزارة الإيرانية، إن مزاعم لبيد “السخيفة” كانت “سيناريو معدًّا سلفا لتدمير العلاقات بين البلدين المسلمين”، في إشارة إلى تركيا وإيران.