تحمل سورة النور العديد من الفوائد، لمن يحرص على قراءتها بتدبر، لذا قررنا أن نخصص هذا المقال
لنوضح لكم اسرار سورة النور.. تابعونا
اسرار سورة النور
- قال الشيخ الشعراوي رحمه الله: “وسورة النور جاءت لتحمل نور المعنويات، نور القيم، نور التعامل، نور الأخلاق، نور الإدارة والتصرف، وما دام أن الله تعالى وضع لنا هذا النور فلا يصح للبشر أن يضعوا لأنفسهم قوانين أخرى؛ لأنه كما قال سبحانه: {ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور} (النور:40)، فلو لم تكن هذه الشمس ما استطاع أحد أن يصنع لنفسه نورا أبداً. فالحق تبارك وتعالى يريد لخليفته في أرضه أن يكون طاهراً شريفاً كريماً عزيزاً؛ لذلك وضع له من القوانين ما يكفل له هذه الغاية، وأول هذه القوانين وأهمها قانون التقاء الرجل والمرأة التقاء سليماً في وضح النهار؛ لينتج عن هذا اللقاء نسل طاهر جدير بخلافة الله في أرضه”
- كما قال أيضًا: “وإذا استقرأنا موضوع المسمَّى، أو المعنون له بسورة (النور)
نجد النور شائعاً في كل أعطافها -لا أقول آياتها ولا أقول كلماتها- ولكن النور شائع
في كل حروفها، لماذا؟ قالوا: لأن النور من الألفاظ التي يدل عليها نطقها، ويعرِّفها أكثر من أي تعريف آخر،
فالناس تعرف النور بمجرد نطق هذه الكلمة، والنور لا يُعْرَف إلا بحقيقة ما يؤديه، وهو ما تتضح به المرئيات،
وتتجلى به الكائنات، فلولا هذا النور ما كنا نرى شيئاً” - ونقل الشيخ القاسمي عن المهائمي قوله: “سميت به لاشتمالها على ما أمكن من بيان النور الإلهي، بالتمثيل المفيد كمال المعرفة الممكنة لنوع الإنسان، مع مقدماتها، وهي أعظم مقاصد القرآن”
أحاديث عن فضل سورة النور
- روى الطبراني في “الأوسط” عن أُبيِّ بن كعب رضي الله عنه، قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، وآوتهم الأنصار رضي الله عنهم، رمتهم العرب عن قوس واحدة، فنزلت: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض} (النور:55). قال الهيثمي: رجاله ثقات.
- كما روى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها -وذكرت الإفك- قالت: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكشف عن وجهه، وقال: أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم} (النور:11).
- روى البيهقي وغيره عن مجاهد مرفوعاً، قال: (علموا رجالكم سورة المائدة، وعلموا نسائكم سورة النور). وفي “تفسير القرطبي” أن عمر رضي الله عنه كتب إلى أهل الكوفة: (علموا نساءكم سورة النور).
- وقد روى الطبري بسنده، قال: استعمل علي بن أبي طالب ابنَ عباس رضي الله عنهم على الحج، قال: فخطب الناس خطبة، لو سمعها الترك والروم لأسلموا، ثم قرأ سورة النور، فجعل يفسرها. وفي رواية: والله لو سمعتها الترك لأسلموا.
فضل سورة النور في صحيح البخاري
- أوضح علماء الدين أن صحيح البخاري لم يرد فيه أي من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم،
التي تشير لفضل سور النور. - كما أوضحوا أيضًا أن أبرز ما ورد في فضل سورة النور الآيات الكريمة التي برأت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها في الحادثة التي تعرف بحادثة الإفك.
- ومما ورد في هذه الحادثة وما جاء عن العلماء والفقهاء هو عن عائشة رضي الله عنها حين قال لها أعل الإفك ما قالوا وكل حدثني طائفة من الحديث قال “فاضطَجَعتُ على فِراشي، وأنا حينَئذٍ أعلمُ أني بريئةٌ، وأنَّ اللهَ يُبَرِّئُني، ولكن واللهِ ما كنتُ أظُنُّ أنَّ اللهَ يُنزِلُ في شأني وَحيًا يُتلى، ولَشَأني في نفْسي كان أحقَرَ من أن يتكَلَّم اللهُ فيَّ بأمرٍ يُتلى، وأنزَل اللهُ -عز وجل-: “إِنَّ الَّذِين بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ” والعشر آيات كلها من هذه السورة الكريمة التي نزلت في القرآن الكريم من كلام الله عز وجل لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
- ومن الجدير بالذكر أن هذا ما تم نسبه في سياق الحديث حول فضل سورة النور في صحيح البخاري.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا اليوم، ويسعدنا مشاركتكم لنا في التعليقات.