| لماذا تزايد العنف بين الأطفال في المدارس؟.. دراسة تكشف سببا غير متوقع

شكوى المدارس من انتشار العنف بين الأطفال لا تتوقف باختلاف المراحل التعليمية والمناطق وحتى البلدان، وبينما يتبادل الأهالي والقائمين على المدارس اللوم فيما بينهم، كشفت ورقة بحثية مؤخرا أن اللوم الحقيقي يقع على فيروس كورونا. 

وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، كشف الدكتور أدولف براون، أخصائي علم النفس الإكلينيكي في بحثه، أن العنف بات ينتشر بشكل متزايد بين الأطفال في المدارس مقارنة بالسنوات الماضية بسبب ظروف الحياة المتعلقة بانتشار وباء كورونا، واضطرابات الحياة التي تسبب فيها هذا الوباء خلال العامين الماضيين.

عزلة كورونا تسببت في زيادة العنف

وقال «براون»، المتخصص في علم النفس، إنه على سبيل المثال هناك عدد كبير من مديري المدارس والمشرفين رصدوا الاتجاه المتزايد للعنف بين الطلبة وأيضا بين أعضاء هيئة التدريس، نافيا ما ينتشر بأن اللوم يقع على الأفلام والتليفزيون وألعاب الفيديو وهى الفكرة التي يحاول البعض الترويج لها.

وشرح الأخصائي النفسي، وهو أب لـ8 أبناء تتراوح أعمارهم ما بين 20 إلى 33 عاما، سبب انتشار العنف بين الأطفال بهذا الشكل، أن الشاب أو الطفل عندما يصبح معزولا لفترة طويلة من الوقت، يكون أكثر تأثرا بعاطفته ويسمح لها بأن تتحكم فيه مقارنة بعقله، مشيرا إلى أن الإغراق في التعبير عن المشاعر وإفراغها بشكل غير صحي له عواقب وخيمة.

كيفية مواجهة العنف بين الأطفال

الحلول لمواجهة العنف بين الأطفال تبدأ من المنزل، وفقا لرأي «براون»، من خلال أن يعيد الآباء والأمهات تربية أنفسهم، أي التحكم في عواطفهم أمام أبنائهم في المنزل، مع تجنب استخدام ألفاظ الشتائم والصراخ والضرب، بالإضافة إلى تجنب التصرف بطريقة غريبة أو غير مناسبة: «من خلال القيام بذلك يمكن للآباء تعليم أطفالهم أهم الطرق المناسبة للتصرف، والتي سيتم تطبيقها تلقائيا في أي مكان سواء داخل المنزل أو خارجه».

واعتبر أن اعتبار أن وسائل الإعلام مثل التليفزيون أو الأفلام أو حتى ألعاب الفيديو هي سبب لتعليم الأطفال سلوكا غير لائقا هو مجرد إلهاء عن القضية الحقيقية وهي أن الثقافة والتربية تنبع في الأساس من المنزل: «في المستقبل سيكون من الضروري تعليم الأطفال مهارة حل النزاعات، لأنها الوسيلة الصحية والآمنة لكي ينشأ الأطفال ولديهم اتزان نفسي».