| مرضى البهاق يطلقون حملة للتعبير عن أحلامهم: نفسنا المجتمع يتقبلنا

مرضهم ليس سهلا، فتلك البقع البيضاء التي تملأ جسدهم، تجعل الكثيرون ينفرون منهم وكأنهم وباء، معاناة مستمرة يتعرض لها مرضى البهاق الذين يحلمون في يوم من الأيام أن يحصلوا على حياة عادية، بلا ملابس كاملة تخفي أجسادهم حتى في أشد درجات حرارة الصيف.

وفي يونيو يتم الاحتفال باليوم العالمي للبهاق في 25 من الشهر، أطلق مرضى البهاق حملة على مستوى العربي مستمرة لآخر الشهر للحديث عن إصابتهم ومشاعرهم مثل الطير الجريح الذي يبحث عن قشة يتعلق فيها بالحياة، ويحاول تعريف نفسه وأحلامه بعيدا عن التعريف الدائم بأنهم فقط مرضى البهاق.

أحلام وأمنيات مرضى البهاق

وبحسب وزارة الصحة السعودية فمرض البهاق يحدث نتيجة موت أو توقف الخلايا الصبغية التي تنتج الميلانين في بعض المناطق بجسم الإنسان وقد يحدث نتيجة مشكلة في الجهاز المناعي لجسم الإنسان، وهو ليس من الأمراض المعدية كما تؤكد منظمة الصحة العالمية، ويصيب من 1 إلى 2 من سكان العالم أي حوالي 40 إلى 50 مليون شخص على مستوى العالم.

وبين مجموعات «الفيسبوك»، بدأ مرضى البهاق من مختلف الدول العربية، في محاولة لكسر الحاجز النفسي الذي يجعلهم خائفين من التحدث عن مرضهم حتى لا يتم وصمهم، أو على أبسط تقدير يتم تجنبهم في المجتمعات التي ينتمون لها سواء العمل أو الأصدقاء أو حتى صفوف الدراسة، وتقديم رسائل يعرفون فيها أنفسهم، وإصابتهم بالمرض، ورغبتهم في أن يتقبلهم المجتمع كما هم وأن يرحب بهم وسط صفوفه.

«انتصار»: البهاق وطن رُسم على الجسد بيد الخالق

انتصار تليج، من تونس نشرت صورتها بالمجموعة الخاصة لمرضى البهاق تتحدث فيها بشكل إنساني عن إصابتها بالمرض، إذ قالت لـ«»: «لم أكتب رسالتي بهدف أن أعرف المجتمع بنفسي أو دفعه لتقبلي فمهما فعلت تظل الصورة الذهنية عننا بلا تغيير، رغم أنني آمل في يوم من الأيام أن تتغير، والحقيقة كتبت رسالة إلى زملائي وأصدقائي من مرضى البهاق مثلي، وأقول لهم كل  سنة وأنتم إلى الله أقرب وثقتكم بأنفسكم أكبر، كل سنة و جمالكم فياض، كل سنة واختلافك موطن تميزك، كل سنة والبهاق وطنٌ رُسمَ على جسد بيدِ الخالق الأحد».

«رعد»: البهاق بالنسبة لي نعمة

أما رعد بهادر من سوهاج، وصاحب محل فقد شارك في الحملة، واصفا البهاق بأنه «نعمة» من الله يقدرها بعد أن ولد بها، ناصحا الشباب بضرورة البحث عن شريك حياة يفهم طبيعة مرض البهاق ولا يخشاه، وقال لـ«»:«قسما بالله أنا أرى البهاق نعمة، وبعد سنوات من العلاج بدأت أتعايش معه، و من الضروري الحديث عن المرض دون خوف، لأن هذا سيكون فارقا خلال اختيار شريك الحياة، وأنا أحيانا ارجح اختيار شريك حياة مصاب بالبهاق لأنه يمكنه من الحياة دون قلق أو توتر».