أثبت العلماء بالفعل أن الأخطبوطات أكثر ذكاءً من اللافقاريات العادية، لكن اكتشافًا جديدًا يشير إلى أحد الأسباب في ذلك، وهو تشابه جزيئي محدد بين دماغ الأخطبوط مع دماغ الإنسان.
يحتوي كل من الجينوم البشري وجينوم الأخطبوط على عدد كبير من «الجينات القافزة» أو الينقولات القادرة على تكرار نفسها أو التحرك حول الجينوم، وفي حين أنها ليست كلها نشطة، يُنظر إلى هذه الينقولات على أنها مواد خام للعمليات التطورية، بحسب موقع «ساينس ألرت».
في دراسة جديدة، نُشرت في مجلة BMC Biology، اكتشف العلماء الينقولات التي تنتمي إلى عائلة LINE(العناصر النووية الطويلة المبعثرة) في جزء من دماغ الأخطبوط الذي يتعامل مع القدرات المعرفية، وهو مكان مماثل حيث يمكن العثور عليه في دماغ الإنسان.
رد فعل العلماء بعد الاكتشاف
تقول عالمة الأحياء جيوفانا بونتي من معهد الأبحاث البيولوجية في إيطاليا: «اندهشت جدا رأيت تحت المجهر إشارة قوية جدًا لنشاط هذا العنصر في الفص الرأسي، وهي بنية الدماغ التي تعتبر مقر التعلم والقدرات المعرفية في الأخطبوط مثل منطقة الحصين لدى البشر».
كشفت الأبحاث الحديثة كيف يتم تنظيم ترانسبوزونات LINE بعناية في الدماغ البشري، والتفكير هو أنها مرتبطة بالتعلم والذاكرة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنها أكثر نشاطًا في الحُصين، حيث يتم التحكم في عمليات التعلم.
نوعان من الأخاطب فيهما جينات تشبه الإنسان
من خلال العثور على هذه الجينات القافزة في نفس المكان في أدمغة نوعين من الأخطبوط (الأخطبوط الشائع Octopus vulgaris والأخطبوط الكاليفورني Octopus bimaculoides) يعتقد الباحثون أنهم ربما وجدوا سببًا رئيسيًا وراء الذكاء العالي الذي أظهرته هذه مخلوقات البحرية.
علاوة على ذلك، يعتقد الباحثون أننا يمكن أن ننظر إلى مثال للتطور المتقارب، عندما تتطور سمات متشابهة بشكل مستقل في أنواع غير مرتبطة تمامًا، وتوفر نفس التكيف، وهو في هذه الحالة قدرات معرفية فائقة.
يواصل العلماء إيجاد الحيل التطورية والاستجابات العصبية التي تجعل الأخاطب تبرز بين اللافقاريات، وتجعلها أشبه بالثدييات من حيث بنية ونشاط الدماغ.