| «رقية» منحتها الأمل.. أم تستغيث لعلاج ابنها من ضمور العضلات الشوكي

حياة طبيعية تمامًا كان يحياها الطفل حمزة عبدالرحمن خلال السنة والنصف الأولى من عمره، يحبو ويتحرك ببطء هناك مستندًا على المقاعد من حوله متشجعًا بنظرات الحب من والدته، إلا أنه في سن عام و8 أشهر، تبدل وضعه بالكامل بعد إصابته بضمور العضلات الشوكي، والذي حوَّله من طفلٍ ممتلئًا حماسًا لصغير لا يحرك ساكنًا طوال الوقت ولا يقو حتى على بلع الطعام، لتستغيث والدته لعلاجه متمنية أن يحصل ابنها على الحقنة الجينية.

اكتشاف إصابة الطفل بضمور العضلات الشوكي

بقلب أم يحترق على ابنها، روت كاريمان صلاح، صاحبة الـ29 عامًا، خلال حديثها لـ«»، أن طفلها «حمزة»، 3 سنين و3 أشهر، مصاب بـ ضمور العضلات الشوكي من النوع الثاني، وأنه بعد ولادته وخلال السنة و8 أشهر الأولى من عمره لم تلحظ عليه أية أعراض للمرض، وإنما كان يعيش حياة طبيعية تمامًا مثل باقي الأطفال أقرانه: «ابني كان بيحبي وكان بيمشي وهو ساند على السنادة»، ولكنه بعد ذلك ارتخت عضلاته بشكل مفاجئ وبات لا يقو على الحركة: «لقيته قاعد مكانه ومبيتحركش.. أشيله أحطه في أي مكان يفضل زي ما هو ميترحكش خالص».

بدأ القلق يجد طريقه إلى قلب الأم التي تتحمل المسؤولية بمفردها نتيجة الانفصال عن الأب، فقطعت أولى خطوات رحلتها في تشخيص حالة ابنها والبحث عن علاج له، من خلال الذهاب لأطباء العظام ومن بعدهم المخ والأعصاب مع إجراء العديد من الفحوصات والتحاليل الطبية التي أثبتت في النهاية إصابة الطفل بضمور عضلات شوكي من النوع الثاني: «دكتورة في القاهرة قالت لي ابنك ملهوش علاج في مصر.. حله الوحيد أنه ياخد حقنة بـ2 مليون دولار».

الأم: نفسي ابني يتعالج ويبقى زي باقي الأطفال

لم تترك الأم العشرينية أي طرف فرصة لعلاج ابنها إلا واتجهت له، لذا أسرعت بالتسجيل له في مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي لعلاج أطفال مرضى ضمور العضلات، ومن ثَم تم عرضها على لجنة عليا بالقاهرة والتي أكدت لها احتياج ابنها للحقنة الجينية: «ملقيتش حد أتواصل معايا وتقريبًا لأن سن ابني أكبر من سنتين، بس في دكاترة مخ وأعصاب أكدوا لي أن في أطفال في دبي أكبر من سنتين بس وزنهم أقل من 21 كيلو خدوا الحقنة، وده لأن المرض ملهوش علاقة أوي بالسن وممكن يظهر بعد السنتين».

الأمل لدى الأم بفضل «رقية»

تصريحات الأطباء منحت الأم بعض الأمل في شفاء ابنها مع وجود الفرصة في تلقيه العلاج، ما دفعها تطلب بقلب أم تتمنى رؤية طفلها صحيحًا معافى أن تتاح له فرصة السفر إلى الخارج للحصول على الحقنة: «عرفت أن الأطفال فوق عمر السنتين ليهم علاج تاني في مصر بياخدوه مدى الحياة.. أنا نفسي ابني يخف خالص وبسرعة علشان كده نفسي يسافر برا وياخد الحقنة، وبرضو لو مفيش فرصة للسفر يا ريت يكون له نصيب وياخد العلاج الموجود في مصر للي في نفس سنه»، بحسب «كاريمان»، ابنة مدينة طنطا بمحافظة الغربية.

يتلقى طفل «كاريمان» جلسات علاج طبيعي أسبوعيًا، وهو ما يمثل عبئًا ماديًا عليها: «مبيقدرش حتى يبلع الأكل، وفي الشتاء مبيعرفش يتنفس غير بالأكسجين الصناعي»، ليظهر لديها الأمل مجددا بصورة أكبر بعد الملحمة المصرية لعلاج الطفلة رقية وجمع مبلغ أكثر من 40 مليون جنيه لأجل جلب حقنة «زولجانزما» لعلاجها.