جدول المحتويات
صحة حديث من صام من يوم واحد ذي الحجة إلى يوم تسعة، فالأحاديث حول صيام الأيام الأوائل من ذي الحجة كثيرة منها ما هو صحيح، ومنها ما هو باطل، وضعيف، وفي سطورنا التالية عبر موقع سنسلط الضوء على هذا الحديث ونذكر نصه وألفاظه، وما هي درجة صحته، ونورد بعض من الأحاديث الصحيحة والمشابهة.
نص حديث من صام من يوم واحد ذي الحجة إلى يوم تسعة
ورد حديثُ من صامَ من يومٍ واحدِ ذي الحجةِ إلى يومِ تسعةِ بأكثر من صيغة، وكل هذه الصيغ تحمل نفس الحكم، وفيما يلي نذكر هذه الصيغ بالترتيب:
- من صام آخِر يوم من ذي الحجَّة، وأول يوم من المحرَّم، فقد ختم السَّنة الماضية، وافتتح السنة المستقبلة بصوم جعله الله كفَّارة خمسين سنة.
- من صام آخِر يوم من ذي الحجَّة، وأول يوم من المحرَّم، فقد ختم السَّنة الماضية، وافتتح السنة المستقبلة بصوم جعله الله كفَّارة خمسين سنة.
- عن حفصة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلَّم أنه قال: من صام آخِر يوم من ذي الحِجَّة، وأولَ يوم من المحرَّم، جعله الله تعالى كفَّارة خمسين سنة، وصوم يوم من المحرَّم بصوم ثلاثين يومًا.
شاهد أيضًا: صحة حديث من رأى منكم منكرا فليغيره بيده
صحة حديث من صام من يوم واحد ذي الحجة إلى يوم تسعة
إن حديث من صامَ من يومٍ واحدِ ذي الحجةِ إلى يومِ تسعةِ ليس بصحيح، وكل ألفاظه الورادة سابقاً تحمل نفس الحكم وهو: لا تصح، وهي ما بين باطل، وضعيف، وموضوع، إلا أن صيام التسعة أيام الأولى من شهر ذي الحجة من الأمور المستحبة، حيث الرسول صلى الله عليه وسلم على المداومة على الصلاة، وقراءة القرآن الكريم، وصيام اليوم التاسع من ذي الحجة، ويوم عرفة، روى عبد الله بن عباس رضي الله عنه عن الرسول أنه قال: “ما مِن أيامٍ العملُ الصالحُ أحبُّ إلى اللهِ فيهِنَّ مِن هذه الأيامِ العشرِ. قالوا يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ قال ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ، إلا رجلٌ خرَج بنفسِه ومالِه، ولم يَرجِعْ من ذلك بشيءٍ”، أخرجه البخاري باختلاف يسير، والبغوي في شرح السنة واللفظ له [1]
شاهد أيضًا: صحة حديث ترفع الاعمال يوم عرفه الا المتخاصمين
صحة حديث من صام من يوم واحد ذي الحجة إلى يوم تسعة ابن باز
إن حديث من صامَ من يومٍ واحدِ ذي الحجةِ إلى يومِ تسعةِ حديث غير صحيح، بل إن حكم جميع ألفاظه ما بين موضوع وضعيف وباطل وغير صحيح، وعلى الرغم من ذلك، فهذه الأيام من الأيام الفضيلة عند المسلمين، فهي تمتلك أهمية دينية وازعة لدى المسلمين، لما للأعمال فيها من أجر وثواب عظيمين، وقد ورد حديث نبوي شريف عن فضل الأعمال في هذه الأيام، والحديث رواه عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما مِن أيامٍ العملُ الصالحُ أحبُّ إلى اللهِ فيهِنَّ مِن هذه الأيامِ العشرِ. قالوا يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ قال ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ، إلا رجلٌ خرَج بنفسِه ومالِه، ولم يَرجِعْ من ذلك بشيءٍ”، أخرجه البخاري باختلاف يسير، والبغوي في شرح السنة واللفظ له [1]، ولذلك يُنصح بأن يداوم عباد الله الصالحين في هذه الأيام بالذكر وقراءة القرآن، وأداء الصلوات بوقتها والصيام، لعلها تكون السبب والسبيل للعتق من النار.
شاهد أيضًا: صحة حديث يوم عرفة ترفع جميع الأعمال إلى الله ما عدا المتخاصمين
أحاديث صحيحة ومشابهة لحديث من صام من يوم واحد ذي الحجة إلى يوم تسعة
إن الأحاديث الصحيحة المشابهة لحديث من صامَ من يومٍ واحدِ ذي الحجةِ إلى يومِ تسعةِ هي ما يلي:
- روي عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما في الحديث الشريف “أَرْسَلَتْنِي أَسْمَاءُ إلى عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، فَقالَتْ: بَلَغَنِي أنَّكَ تُحَرِّمُ أَشْيَاءَ ثَلَاثَةً: العَلَمَ في الثَّوْبِ، وَمِيثَرَةَ الأُرْجُوَانِ، وَصَوْمَ رَجَبٍ كُلِّهِ، فَقالَ لي عبدُ اللهِ: أَمَّا ما ذَكَرْتَ مِن رَجَبٍ فَكيفَ بمَن يَصُومُ الأبَدَ؟ وَأَمَّا ما ذَكَرْتَ مِنَ العَلَمِ في الثَّوْبِ، فإنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ يقولُ: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّما يَلْبَسُ الحَرِيرَ مَن لا خَلَاقَ له، فَخِفْتُ أَنْ يَكونَ العَلَمُ منه، وَأَمَّا مِيثَرَةُ الأُرْجُوَانِ، فَهذِه مِيثَرَةُ عبدِ اللهِ. فَإِذَا هي أُرْجُوَانٌ، فَرَجَعْتُ إلى أَسْمَاءَ فَخَبَّرْتُهَا، فَقالَتْ: هذِه جُبَّةُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأخْرَجَتْ إلَيَّ جُبَّةَ طَيَالِسَةٍ كِسْرَوَانِيَّةٍ، لَهَا لِبْنَةُ دِيبَاجٍ، وَفَرْجَيْهَا مَكْفُوفَيْنِ بالدِّيبَاجِ، فَقالَتْ: هذِه كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ حتَّى قُبِضَتْ، فَلَمَّا قُبِضَتْ قَبَضْتُهَا، وَكانَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَلْبَسُهَا، فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا لِلْمَرْضَى يُسْتَشْفَى بهَا”.[2]
- روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث: “سَأَلْتُ سَعِيدَ بنَ جُبَيْرٍ، عن صَوْمِ رَجَبٍ وَنَحْنُ يَومَئذٍ في رَجَبٍ فَقالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما يقولُ: كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ”.[3]
شاهد أيضًا: ما صحة حديث تابعوا بين الحج والعمرة
فضل صيام من يوم واحد ذي الحجة إلى يوم تسعة من ذي الحجة
حث الرسول صلى الله عليه وسلم على صيام الأيام الأوائل من ذي الحجة لما لها من فضل وأهمية، وعظيم الأجر والثواب عند الله جل وعلا، حيث روي عنه في الحديث أن العمل الصالح في هذه الأيام هو أفضل من الجهاد، وقد داوم عليه الصلاة والسلام على صيامها والتصدق بها، والإكثار من العمل الصالح وذكر الله بها، روي أيضاً، “كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَصومُ تِسعَ ذي الحَجَّةِ ويومَ عاشوراءَ، وثلاثةَ أيَّامٍ مِن كلِّ شهْرٍ، أوَّلَ اثنَينِ من الشهْرِ وخَميسَينِ”[4]
وبهذا القدر من المعلومات نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا تحت عنوان صحة حديث من صام من يوم واحد ذي الحجة إلى يوم تسعة، وسلطنا الضوء على درجة صحة هذا الحديث، وتعرفنا على بعض الأحاديث الصحيحة المشابهة.
المراجع
- ^
الخطب المنبرية , محمد ابن عبد الوهاب ، [عبدالله بن عباس] ، 44 ، ثابت - ^
صحيح مسلم , مسلم ، أسماء بنت أبي بكر ، 2069 ، [صحيح] - ^
صحيح مسلم , مسلم ، عبدالله بن عباس ، 1157 ، [صحيح] - ^
تخريج المسند , شعيب الأرناؤوط ، بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، 26468 ، ضعيف