هل الحجر الاسود من الجنة

جدول المحتويات

هل الحجر الاسود من الجنة وهل هناك دليل من السنّة النبويّة الشّريفة أو القرآن الكريمِ على صحة ذلك، وما قصة هذا الحج من أكثر الأسئلة التي تدور ببال المسلمين شيوعاً، فالحجر الأسود إحدى الشعائر الدينية التي يبدأ منها حجاج بيت الله الحرام طوافهم حول الكعبة الشريفة وينتهون بهِ، وعبر موقع سوف نسهب بالحديث عن كل ما يخص هذا الحجر من معلوماتٍ بالتفصيل. 

هل الحجر الاسود من الجنة

نعم، إن الحجر الأسود من أحجار الجنّة وياقوتها أيضاً، وفقاً لتقرير الوكالة السعودية، وقد ثبت أن الحجر الأسود كان لونه أبيضاً متلألئاً قبل نزوله إلى الأرض، ولكن الله طمس نورَه، [1] والدليل على ذلك ما رواه عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: إن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: “الحجرُ الأسودُ من الجنَّةِ، وكان أشدَّ بياضًا من الثّلجِ، حتى سوَّدَتْه خطايا أهلِ الشِّركِ”[2]

وقد ذُكر ضمن حديث النبوي الشريف الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما الذي قال بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنّ الحِجرَ والمقامَ ياقوتتانِ من ياقوتِ الجنةِ، طمس اللهُ نورَهما، ولولا ذلك لأضاءَا ما بينَ المشرقِ والمغربِ” [3]

شاهد أيضًا: من اول من استلم الحجر الاسود من الائمه

موقع الحجر الأسود

يقع الحجر الأسود محازياً الركن اليماني في الكعبة الشريفة من الناحية الشرقية كما أن موقعه ويأتي موقعه أيضاً في أصل بنائها في الناحية الجنوبية الشرقية منها، وفقاً للتقرير الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، وهو أحد أجزاء أركان الكعبة الشريفة الأربع، كما أنه النقطة التي يبدأ حجاج بيت الله الحرام منها الطّواف بالكعبة وينتهي بها، حيث أخذ المُسلمون ذاك النُّسك من الرّسول الكريم – صلّى الله عليه وسلّم – كما أنه يُشرَع لمن طاف حول الكعبة أن يبتدئ بتقبيل الحجر الأسود إن استطاع ذلك، على أن يلتزم بتقبيل الحجر كلّما مرّ به عند بداية كلّ شوطٍ من أشواط الطّواف إن استطاع، وذلك لما قام به النبيّ عليه الصلاة والسلام. [4]

قصة أصل الحجر الأسود

أنزل  الحجر الأسود من الجنة عندما بدأ نبي الله إبراهيم وإسماعيل ببناء الكعبة الشريفة، حيث نزل الحجر أبيضاً شديد البياض ومتلألئاً، وقيل: “إنه ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة”، وقد جاء في مسند أحمد عن ابن عباس أنه قال: “الحجرُ الأسودُ من الجنَّةِ، وكان أشدَّ بياضًا من الثّلجِ، حتى سوَّدَتْه خطايا أهلِ الشِّركِ”، أخرجه الترمذي، والنسائي، وأحمد، وابن خزيمة [5]

قصة بناء الكعبة ووضع النبي للحجر الأسود

بنيت الكعبة الشريفة على زمان النبي إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وقد جُدّد بناؤها في زمن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث أنها تصدعت في زمن قريش فخافت أن تهدم الكعبة، فاستشاروا بعضهم البعض، وقد اتخذوا القرار بهدم الكعبة وإعادة بنائها مرة أخرى، وكانت قريش تجد في نيل ذلك الشرف العظيم، وعند انتهاء قريش من بناء الكعبة بقي وضع الحجر الأسود في مكانة، وتنازعت قبائل قريش فيما بينها حول نيل هذا الشرف العظيم الذي يتوق إليه كل شخص، فكاد أن يحصل القتال بينهم لولا أن أقترح رجل منهم أن يحكم بينهم أول رجل يخرج إليهم، فكان الرسول الكريم أول خرج إليهم حينها، فأخبروه بما دار بينهم، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالقيام بوضع الحجر على قطعة من القماش يمسك كل زعيم منهم بطرف من أطرافها والقيام برفعها سوياً، إلى أن وصلوا إلى مكان وضع الحجر، فقام الرسول بوضع الحجر مكانه بيديه الشريفتين، فنال عليه الصلاة والسلام ذلك الشرف بوضع الحجر في مكانه.

 قصة سرقة الحجر الأسود 

كان الحجر الأسود محط أنظار جميع قبائل العربية، ولما له في نفوسهم من مكانة عظيمة، وقد كانوا يتنافسون فيما بينهم على نيل شرف خدمة البيت الذي كان في ولاية قريش آنذاك، واشتدت غيرة قبيلة إياد من ذلك فقاموا بتدبير مكيدة لقريش، فسرقوا الحجر ليلاً لحرمانها من ذلك الشرف العظيم، حيث قاموا بوضعه على ظهر ناقة، وخرجوا به من مكة المكرمة، ولكن ما أن خرجت الناقة من مكة، حتى برّكت على الأرض ولم تتحرك، فما كان منهم إلا أن يدفنوا الحجر على مشارف مكة، وقد كانت معهم امرأة التي شهدت ما حدث فأخبرت قومها بما جرى، فغضبت قريش غضباً شديداً مما حصل، فساومها خزاعة على أخبرهم بمكان الحجر مقابل أن تكون لهم الولاية على البيت العتيق، فوافقت قريش على هذا الأمر، وقد ظلّت ولاية البيت لخزاعة حتى جاء جد النبي الخامس قصي بن كلاب الذي قام بإعادة الولاية لقريش.

قصة الحجر الأسود مع القرامطة

كان للقرامطة عدة مواقع دموية مع الحجاج حيث قاموا بقتل الحجاج القادمين من الشام وهم بطريقهم للحج، وقد كان من قبيح عملهم أيضاً بأنهم تمادوا في اقتحام مكة المكرمة في موسم الحج وقاموا بقتل الحُجاج فيها. كما قاموا بسرقة الحجر الأسود الذي قاموا بنقله على عدد من الجمال، إلى وصلوا به إلى عاصمتهم في شرق الجزيرة العربية، حيث بقي الحجر هناك لمدة اثنين وعشرين عاماً، ولكن المسلمين بذلوا جهوداً عظيماً لإعادته إلى مكانه، ولكن باءت محاولتهم بالفشل لشدة فتنة القرامطة، وقد زعم زعيمهم أبو طاهر القرمطي فقال: “أخذنا الحجر لأمر ونعيده لأمر” وهو حتماً كان كاذباً، فقد كان يقصد بأنهم مأمورون بذلك من السماء، ولكنهم أعادوه بعد ذلك على جمل واحد الذي لم يصب ببأس، على عكس ما جرى عندما أخذوه. 

شاهد أيضًا: اسم يطلق على الحجر الاسود

قصة الحجر الأسود في زمن هارون الرشيد

بعد انتهاء دولة القرامطة وزوال فتنتهم، خافت الأمة الإسلامية أن يتكرر الأمر ويأتي أناس آخرون لسرقة الحجر الأسود، فأمر هارون الرشيد بالبحث عن حل يضمن حماية الحجر الأسود بالكاملة من أي عبث به في المستقبل، وأمرهم بنقل الحجارة الموجودة حول الحجر الأسود بالماس وذلك لقوته وصلابته، ثم أمرهم بصب الفضة في داخل تلك الفتحات التي أحدثوها لحمايته، والجدير بالذكر بأن ذلك الإطار الفضي لازال يحمي الحجر الأسود من ذلك الوقت إلى يومنا هذا.

وبهذا الكم من المعلومات هذا المقال الذي كان يحمل عنوان هل الحجر الاسود من الجنة، وقد تناولنا في سطوره كل ما يخص الحجر الأسود من معلومات بالتفصيل.

المراجع

  1. ^
    islamweb.net , الحجر الأسود أصله من الجنة , 04/07/2022
  2. ^
    صحيح الترغيب , الألباني ، عبدالله بن عباس ، 1146 ، صحيح لغيره
  3. ^
    شرح البخاري لابن عثيمين , ابن عثيمين ، عبدالله بن عمرو ، 4/44 ، ضعيف  
  4. ^
    islamweb.net , الحجر الأسود , 04/07/2022
  5. ^
    صحيح الترغيب , الألباني ، عبدالله بن عباس ، 1146 ، صحيح لغيره