مع إعلان المملكة العربية السعودية، الانتهاء من حياكة كسوة الكعبة المشرفة وفق أعلى المعايير والمواصفات، استعدادا للمناسبة المشهودة المرتبطة بموسم الحج، حيث استبدال الثوب وإلباس بيت الله الحرام حلّته الجديدة في يوم عرفة، التاسع من ذي الحجة كل عام.
سبب سواد كسوة الكعبة
ولكسوة الكعبة تاريخ طويل حيث لم تكن على لون أو نوع واحد ثابت منذ عرفت، وفقا لما ذكره مقال بمجلة «المورد العراقية»، والتي تحدثت عن سبب سواد الكسوة حيث يرجع الأمر إلى ما ذكره العلامة العطار في كتابه، فقال: «لم يكن للكسوة لون خاص، ولا نسيج خاص، بل كانت من نسيج أو جلد من أي لون كان، حتى كسا الخليفة العباسي الناصر لدين الله الديباج الأسود وكان السواد شعار العباسيين، وتوفي الناصر سنة 622 هجريا، وصار لون الكسوة من بعده أسود».
أما عن تاريخ كسوة الكعبة كما ذكر مقال «نسيج الكسوة وها»، يشير إلى أن ها كانت تأتي بطريق الصدفة، فالأعرابي الذي يضع ما يملك من كسوة لا يحدد اللون الذي عملت منه، فقد كانت الكعبة تكسى بكسوات من الوصائل.
والوصائل هي ثياب حمر مخططة وبجانب ذلك تكسى بكسوات صُفر وخُضر حيث تخبرنا أم زيد بن ثابت الأنصاري في الجاهلية أنها رأت على الكعبة مطارق خَزّ خضر وصفر.
وعندما صنعت الكسوة من نسيج القباطي الأبيض والديباج فحددت ال، فقد شاع استعمال الديباج الأحمر، ثم أصبح بعد ذلك الديباج الأبيض، وذلك في عهد الخليفة العباسي المأمون، إذ أن الديباج الأبيض يعدّ أكثر سمكًا ومتانة من الديباج الأحمر.
الكسوة في عهد سعود الكبير
وكسيت الكعبة في الجاهلية بجلود حيوانات كالأنطاع أو من الشعر الغليظ كالمسوح، رقيقة كانت كالملاء أو خشنة الملمس كالخصف، بالإضافة إلى عدة أنواع من المنسوجات كانت تصنع خصيصًا لعمل كسوة الكعبة قبل الإسلام، واستمر استعمالها بعد كالقباطي.
وعن «الكسوة في عهد سعود الكبير» قيل إنه كسا الكعبة من القز الأحمر، ثم غطت بالديباج الأسود، والقيلان الأسود، فيما ذكر المؤرخ أبو العباس القلقشندي أن الفاطميين خلفاء مصر في إمارة أبي الحسن جعفر من السليمانيين على مكة في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، كسوا الكعبة بالبياض، ثم أعاد خلفاء بني العباس ببغداد شعارهم من السواد، فألبسوا الكعبة الديباج الأسود، ثم حرص ملوك مصر على إلباسها السواد عند استيلائهم على الحجاز.