لحظة صمت بين أم وابنها أثناء خروجه من المنزل، كأن قلبها يحدثها بثمة كارثة من الممكن أن تلحق بفلذة كبدها، وبالفعل وقعت الكارثة بانفجار أنبوبة في الشاب عبد الرحمن إسماعيل في أثناء ممارسته لعمله بإحدى الشركات.
يحكي اسماعيل متولي والد «عبد الرحمن» لـ«»، عن مأساته التي تعرض لها، بعد قراره بتخفيف العبء عن كاهل أسرته، وذلك بمزاولة أي مهنة، يستطيع من خلالها الحصول على بعض النقود، التي تؤمن لهم قوت يومهم.
فعلى الرغم من أنه ما زال طالباً في الفرقة الأولى بمعهد فني صناعي، إلا أنه واجه الحياة قبل إتمام دراسته، وكتب له قدره العمل في قسم تبريد وتكييف بإحدى الشركات الخاصة: «ابني نزل يشتغل عشان يساعدني في مصاريف البيت، ومكنتش أتخيل إن ده هيحصل».
انفجار أنبوبة في «عبد الرحمن» أثناء ممارسته لعمله
كعادته خرج صاحب الـ19 عاماً، في الصباح الباكر ليمارس عمله، ولكنه لم يعلم أن مجرد لحظات ستجعله بين الحياة والموت، فأثناء ممارسة عمله انفجرت فيه أنبوبة لحام ضخمة، كادت تودي بحياته، لكن بقى له رمق عاش به على فراش الموت، يواجه العذاب والألم من أوسع أبوابه، حسب كلام والده: «وهو بيلحم انفجرت فيه الأنبوبة اللي كان شغال بيها، ومحدش حاول يطفيه، وهو موجود دلوقتي في المستشفى بيصارع الموت».
تدهورت حالة الشاب في مستشفى السلام الدولي بمحافطة بورسعيد، وأصبح الجميع يواسون والديه في مصيبتهما، ويرقد الابن على سرير بالمستشفى، وقد غطى الشاش جسمه بالكامل، لا ترى منه سوى أجزاء بسيطة في حالة صعبة، ويعاني من حرق من الدرجة الثالثة، بنسبة نحو 60% حروق.
على مشارف الموت
أصبح «عبد الرحمن» على مشارف الموت، ولن يعيده سوى التبرع بصفايح الدم، التي لم يؤمن الأب منها سوى 11 كيس صفايح دم بمبلغ 500 جنيه، من أصل 24 كيسًا وفقاً للأب: «فاضل 13 كيس صفايح دم مش عارف أجيبهم، كل لما أروح بنك التبرع يقولي مفيش، ده غير المستشفى اللي مش بيقدمله رعاية كافية، أنا عايز اهتمام ابني بيروح مني».