استجمع شجاعته في لحظة خاطفة، وتحرك بحذر ناحية الطفل المُعلق بسور الشرفة في أحد المستشفيات بدولة ليبيا لإنقاذه من موت محقق، بعد أن أفلت يديه بسبب شدة سخونة الرخام وسقوطه من الطابق الخامس.
إنقاذ طفل من موت محقق
يروي إبراهيم شعبان حجازي، الشهير بـ«حمشنة» لـ«»، تفاصيل إنقاذ طفل ليبي الجنسية، قبل أن يرتطم بالأرض بسبب سقوطه من الطابق الخامس في أحد المستشفيات بمدينة الزنتان الليبية، والذي كان يرافق أحد أصدقائه لإجراء الكشف وبعض الفحوصات، ثم قرر أن ينتظره بالأسفل ليفاجأ بتعالي الأصوات من الطابق العلوي للمستشفى: «كنت رايح مع واحد صاحبي يكشف ولما عرفت أنه هيتأخر وقفت استنيته تحت وفجأة سمعت ناس بتصوت الحقوا الواد امسكوه بسرعة».
طفل صغير لم يتخط عامه الثالث، تسلق سور شرفة المستشفى ليختل توازنه ويظل مُعلقًا في السور لبضع ثواني قبل أن يسقط على الأرض: «الولد فضل ماسك في السور بس الحرارة هنا عالية والولد مستحملش الحرارة فاضطر إنه يسيب السور فـ وقع على الأرض».
كان «إبراهيم» شاهدًا على واقعة سقوط الطفل التي لم تستغرق سوى ثوانٍ معدودة، ثم تحرك سريعًا للإمساك به قبل أن يرتطم بالأرض: «كنت واقف تحت وشايف الواد وعارف أنه مش هيقدر يستحمل سخونة الرخام، فـ طلعت أجري ووقفت تحته وخدته في حضني قبل ما يقع».
إبراهيم أصيب ببعض الخدوش والكدمات في ذراعه
تسبب ارتطام الطفل بالشاب الثلاثيني في بعض الكدمات والخدوش بالصدر، في حين أنّ الطفل لم يُصبه أي ضرر، يقول إبراهيم: «مكان الصدمة اللي خدتها حصلي شوية كدمات وخدوش في دراعي وصدري واتعالجت بشوية قطن وشاش كدا عشان يشدّوها شوية، والولد كويس محصلوش أي حاجة وملمسش الأرض الحمد لله».
ولفت إبراهيم إلى أنّ الطفل أصمّ وتواجد بالمستشفى برفقة والديه لإجراء بعض الفحوصات، وحينما غفلا عنه لمدة لا تزيد على 5 دقائق، قرر الطفل التعلق بسور الشرفة: «بعد اللي حصل والدته قعدت تقوله حقك عليا يا ابني أنا آسفة، وأبوه خده في حضنه وقعد يشكر ربنا إنّ ربنا نجاه».
ويعمل إبراهيم شعبان صنايعي سيراميك في دولة ليبيا منذ شهر مايو الماضي، بعد أن قرر العودة من ليبيا أول مرة ليستقر في مسقط رأسه ببني عبيد في محافظة المنصورة عام 2016، ويبلغ من العمر 36 عامًا، متزوج ولم يرزق بأي أطفال.