ما هو طواف القدوم وما الفرق بينه وبين طواف الإفاضة

جدول المحتويات

ما هو طواف القدوم وما الفرق بينه وبين طواف الإفاضة، فمن مناسك الحج ما يُعرف بطواف القدوم، وما يُعرف بطواف الإفاضة، فما المقصود بهما، وهل بينهما خلاف في الوقت أو طريقة الأداء أو نحو ذلك، في هذا المقال يتوقف موقع مع بيان ماهيّة هذين الطوافين والتعريف بهما، وذكر الفروقات الموجودة بينهما كما فهمها العلماء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحو ذلك.

ما هو طواف القدوم

إنّ المقصود بطواف القدوم أنّه هو الطواف الذي يؤديه الحاج إذا كان قارنًا أو مفردًا عند قدومه إلى البيت الحرام، وذلك إذا كان لديه متّسعٌ من الوقت، فهذا الطوافُ قد ورد فعله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،[1] ودليله ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: “أنَّ أَوَّلَ شيءٍ بَدَأَ به حِينَ قَدِمَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّهُ تَوَضَّأَ، ثُمَّ طَافَ”،[2] وينتهي وقت هذا الطوافِ بالوقوف بعرفة عند الجمهور، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز تأخير طواف القدوم للمفرد

الفرق بين طواف القدوم وطواف الإفاضة

إنّ طوافَ القُدوم هو الطواف الذي يؤديه الحاج إذا ما كان قارنًا أو مفردًا، ويكون عند وصول الحاج إلى الحرم، وهو سنة لا يلزم مَن تركها أيّ شيء، وأمّا طواف الإفاضة أو طواف الزيارة أو طواف الحج، فهو ركنٌ من أركان الحج، ويلزم جميع الحجاج الإتيان به.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز تأخير طواف الافاضة مع الوداع

حكم طواف القدوم

ذهب جمهور العلماء إلى أنّ طوافَ القُدوم هو سنة في حق المفرد والقارن، فإذا تركه الحاج لا يلزم هذا الترك أيّ شيء، وقد استدلوا بذلك كون طَواف القُدوم تحيّة من الحاج للحرم، شأنه شأن تحيّة المسجد، فإن ترك ركعتي تحية المسجد ليس فيه إثم، وكذلك طوافُ القُدوم.[4]

أمّا مالك فقد ذهب إلى أنّ طواف القدوم هو أمرٌ واجبٌ، فإذا تركه الحاج لزم ذلك دم، وقد استدلّ الإمام مالك بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم أول ما يبدأ به الطواف، واستدل كذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: “لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فإنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتي هذِه”،[5] والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: ماذا يقال عند بداية الطواف

هل طواف القدوم واجب

إنّ طواف القدوم ليس واجبًا عند الجمهور، وذلك لأنّه عندهم كتحية المسجد، فلا شيء على تاركه، ولكنّه واجب عند الإمام مالك، ويلزم الحاج الإتيان به، وإن تركه فإنّ عليه دماً، ودليل المالكية حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: “أنَّ أَوَّلَ شيءٍ بَدَأَ به – حِينَ قَدِمَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ – أنَّهُ تَوَضَّأَ، ثُمَّ طَافَ”،[2] وحديث: “لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فإنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتي هذِه”،[5] والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز الجمع بين طواف الافاضة والوداع

طواف القدوم كم شوط

إنّ عدد الأشواط المطلوبة في كل نوع من أنواع الطواف سواء كان طوافُ القُدوم أم طوافُ الإفاضة أو طوافُ الزيارة هي سبعة أشواط فقط، فعلى الحاج إذا طافَ طوافَ القُدوم أن يطوف سبعة أشواط كاملة، سواء كان هذا الطوافُ يفعله بنفسه أم بمساعدة غيره، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: حكم طواف الوداع للحاج والمعتمر

وقت طواف القدوم

إنّ وقت طوافِ القُدوم يبدأ بدخول مكّة وينتهي بالوقوف بعرفة، فأمّا الدليل على وقت بدئه فهو ما ورد من حديث أم المؤمنين عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها أنّها قالت: “أنَّ أَوَّلَ شيءٍ بَدَأَ به – حِينَ قَدِمَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ – أنَّهُ تَوَضَّأَ، ثُمَّ طَافَ”،[2] وذلك لأنّ طواف القدوم هو بمثابة التّحية لبيت الله الحرام، فكان الأولى البدء به منذ الوصول إلى بيت الله الحرام.[3]

وأمّا الدليل على انتهاء وقت طوافِ القُدوم بوقوف عرفة فهو عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: “قَدِمْتُ مَكَّةَ وأَنَا حَائِضٌ، فَلَمَّا قَضَيْنَا حَجَّنَا، أَرْسَلَنِي مع عبدِ الرَّحْمَنِ إلى التَّنْعِيمِ فَاعْتَمَرْتُ، فَقالَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذِه مَكانَ عُمْرَتِكِ، فَطَافَ الَّذِينَ أَهَلُّوا بالعُمْرَةِ، ثُمَّ حَلُّوا، ثُمَّ طَافُوا طَوَافًا آخَرَ، بَعْدَ أَنْ رَجَعُوا مِن مِنًى، وأَمَّا الَّذِينَ جَمَعُوا بيْنَ الحَجِّ والعُمْرَةِ، فإنَّما طَافُوا طَوَافًا واحِدًا”،[7] فالنبي وأصحابه قد طافوا طواف الإفاضة، ومن كان متمتعًا لم يطف إلا طواف العمرة، ومنهم من لم يدرك من الحج إلا عرفة، فطواف القدوم يكون لمن دخل مكة قبل الوقوف بعرفة، والله أعلم.[3]

وإلى هنا يكون قد تم مقال ما هو طواف القدوم وما الفرق بينه وبين طواف الإفاضة بعد الوقوف على الفرق بين هذين الطوافين، وبعد الوقوف على بعض الأحكام الأخرى المتعلقة بالطواف.

المراجع

  1. ^
    binbaz.org.sa , حكم طواف القدوم وصيام عرفة للحاج , 07/07/2022
  2. ^
    صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين، رقم الحديث: 1614، حديث صحيح.
  3. ^
    dorar.net , الفصل الثاني: وقتُ طوافِ القُدومِ، ومتى يسقط؟ , 07/07/2022
  4. ^
    islamweb.net , أنواع الطواف وحكم كل نوع , 07/07/2022
  5. ^
    صحيح مسلم , مسلم، جابر بن عبد الله، رقم الحديث: 1297، حديث صحيح.
  6. ^
    aleman.com , الموسوعة الفقهية الكويتية , 07/07/2022
  7. ^
    صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين، رقم الحديث: 1638، حديث صحيح.